تربية النحل / نظره شامله

من المعروف ان النحل نادرا مايتوقف عن النشاط في مملكته مهما تسوء الظروف المحيطه بخليته فيبقى متواصلا بانتاج العسل والشمع والغذاء الملكي وغيرها من المواد الضروريه لصحة الانسان الآ ان هذا المجتمع قد يتدهور اذا ماعجز النحال عن التعامل معه وأخطأ في ذلك لعدم درايته باسراره وما يحتاجه من دقه فــــي التنظيم .
الدكتور غضنفر الشيخ رئيس اللجنة العلمية لاتحاد المزارعين العراقيين يقول: في اولوية ما يجهله معظم مربي النحل ان عملية فرز العسل لا تتم بجمعه من الخلية او استخراجه كلياً وترك النحل لمصير خطير وانما هي عملية تنظيم الخلية وموازنتها وتوفير غذائها لسد حاجتها منه سواء كان رحيقا او عسلا او حبوب لقاح ومن ثم الالتفات الى العسل الفائض من الخلية عندها فقط يمكن توفير احتياطي من العسل الى الخلية ولا مانع ولا ضرر من اخذ المتبقي كانتاج للاستهلاك البشري.
* لماذا يحدث تدهور في انتاج النحل سواء من الغذاء الملكي او العسل؟
ـ يحدث ذلك لاسباب عديدة ولهذا فان كل ما تنتجه الخلية مغشوش فمن الثابت ان العسل الذي لا يحمل المواصفات الكاملة للعسل الناضج المختوم يعد عسلا مغشوشا اذ يفضل ان لا يتم قطف العسل الا بعد النصف الاول من اب ولمرة واحدة في العام لان العسل غير الناضج يكون عرضة للاختمار وتظهر عليه بوادر الحموضة ويصبح في عداد العسل التالف والمضر بالصحة وهناك الكثير ممن ساقتهم الاقدار ان يعبثوا دون دراية بعالم النحل وهناك من شاءت الظروف ان تقذف بهم لخوض عشوائي يهدد نظام خلية النحل هؤلاء هم الدخلاء على تربية النحل ولشدة ما اساؤوا لهذه المهنة لن يدركوا اي مفهوم للنهوض بالخلية او اي سعي لتطوير السلوك الذي من شأنه ان يعزز تنمية انشطة المجموعة النحلية ومن جميع النواحي واهمها الغريزية.
اذ ان فقدان اية حلقة من حلقات تواصل عمليات النشاط داخل الخلية النحلية يعد ارباكا سافرا لزعزعة نظام الخلية ومثلما نفهم ان نقص اي حلقة من حلقات عمر المجموعة النحلية من البيضة والى النحلات الكاملة وبشتى اعمارها يشتت سياق عمل عموم النحل وكذلك هو الحال بالنسبة لحلقات جمع حبوب اللقاح والكمية المتناسبة مع المجموعة النحلية وان أخذ اي اطار حبوب لقاح يؤدي الى انتكاس الخلية وكذلك الحال هو ايضاً بالنسبة لحلقات جمع الرحيق بالكمية الملائمة لتطوير واكثار المجموعة وان اي نقص في اطارات الرحيق ضمن حلقات جمعه ايضا يؤدي الى الاضرار بالخلية وتراجع كبير في مستوى النحل ثم هبوط في النشاط ومن الصعب ان يدركه النحال بوقت مبكر.
*ما توصياتكم للنحال العراقي للنهوض بخلية نحله؟
ـ النحال الماهر والمدرك لخصوصية (مملكة النحل) هو وحده الذي يتجاوب معه النحل وكلما تفهم النحال حقوق الخلية ومستلزمات ديمومة نشاطها كان عطاء الخلية بلا حدود وان من يعي اسرار تربية النحل اي العلوم الدقيقة بمفردات عالم النحل والظروف الطارئة التي تنال من النحلة يجد ان هذه المهنة يجب ان تأخذ المركز الاول بين اعمال المزرعة لما لهذا الجانب السخي من الثروة ووفرة الانتاج برغم ان خلية النحل عبارة عن صندوق الا انه مليء بنبضات الحياة والفعاليات وعلينا ان نتحسس بكل دقة مفردات انشطة هذا التكوين الغريب وان ندرك كيف نحافظ على نظام خلية النحل ونتخلى عن امزجتنا ورغباتنا عند التعامل مع النحل ولذلك فان انصياعنا لسلوك النحلة كفيل ان يصون خلايانا من التدهور والتزامنا بما تفرضه علينا هي الخدمة الحقيقية التي يجب ان نقدمها للنحلة فهي ما كانت يوما بحاجة الى مساعدتنا بقدر حاجتها لمن يصون نظامها الذي لن تحيد عنه واننا كمهتمين بشؤون تربية النحل ينبغي ان لا تأخذنا الرهبة امام هذه الكبوات التي يمر النحل بها في العراق.
وبحساب مختصر دقيق نسترعي نظر النحالين والمربين والهواة الى التأكيد على الخلايا القوية ويقتضي استبعاد الخلايا الضعيفة لأن السليمة والقوية هي وحدها التي يمكن ان تعطي النتائج الجيدة والمبتغاة من الانتاج.
نعني هنا بالانتاج الشامل لخلية النحل ابتداء من انتاج الملكة للبيض مرورا بما تنتجه الشغالات وبمختلف اعمارها من انتاج الغذاء الملكي لتغذية اليرقات وافراز الشمع لبناء وتشكيل العيون السداسية بنوعيها جمع الرحيق وحبوب اللقاح وتحويل الاول الى عسل والثاني الى خبز النحل لتغذية اليرقات وصناعة البروبوليس اضافة الى تنظيف الخلية والتخلص من النفايات وكل ما يضر بالخلية هذه بمجموعها تدل على نشاط الخلية وتوسعها واي تلكؤ في هذه المراحل علامة من علامات التباطؤ في النشاط الطبيعي لعموم افراد طائفة النحل.
* كيف يمكن العناية بالغذاء الذي يحتاجه النحل؟
ـ لو أخذنا بنظر الاعتبار ان جميع الظروف المحيطة بالمنحل على احسن ما يرام يبقى علينا ان نلتفت دائما الى التنبه لمصادر الغذاء التي يحتاجها النحل بشكل متواصل ومن غير انقطاع وان اية شحة في مصادر الغذاء ينبغي ان تعالج وعلى الفور اما بتقديم بدائل حبوب اللقاح وتوفير المحاليل السكرية او باتباع النحالة المرتحلة تبعا لمصادر الغذاء والبحث عن الازهار لتواصل الخلية نشاطها وسروحها ويستطيع النحال الماهر ان يتتبع مواقع المحاصيل المزهرة كل حسب موطنه ويتفرغ الى الرعي بخلاياه في المناطق الزراعية.
إذ ان البحث عن المراعي اصبح ضرورة من ضروريات ديمومة المناحل قد تبدو الفكرة صعبة التنفيذ في بادئ الامر لكنها في حقيقة الامر سهلة للغاية بالنسبة للنحال الجاد بالنهوض بمستوى نحله حيث يمكنه استخدام العربات المسطحة ذات الطابقين ويثبت الخلايا عليها ثم ينتقل بسهولة دون الحاجة الى تحميل وتفريغ الخلايا انما يكتفي بالتحميل لمرة واحدة والتنقل عدة مرات بحثا عن المناطق الزراعية، كثيرمن النحالين في العالم يتخذون هذه الطريقة وسيلة للنزهة والترفيه عن انفسهم بالاضافة الى تنشيط النحل وتقوية الخلايا والغالبية منهم يصطحب معه خيمة ومعدات الطبخ واسباب راحته ليقيم في عالم الطبيعة سائحا بعيدا عن زحام المدينة قريبا من المناظر الخلابة وسط نشاطات النحل المنطلق الأسارير والعامر بالحياة والحيوية.
* ما مصادر الغذاء الملكي؟
ـ تضاربت الاراء كثيرا وتباينت في تحديد منافع ومصادر الغذاء الملكي تلك المادة التي لا تحملها النحلة من خارج الخلية وانما تفرزها فتيات من النحلات لم يسبق لهن ان خرجن من الخلية وعن طريق غدد بلعومية خاصة بها وفي عمر لا يؤهلها الى الخروج او الطيران اذ ان النحلة بعد فقسها من الحضنة المغلقة تتواصل مع النحل الصغير المتفاوت في اعماره لخدمة الخلية ولمدة (21) يوما دون ان ترى النور خارج المستعمرة اي بمعنى اخر تكون متفرغة كليا لخدمة الخلية داخليا فقط والغدد الخاصة لأفراز مادة الغذاء الملكي تنشط عند شغالات النحل خلال عمر يتراوح تقريبا بين (7ـ 12) يوما ثم يقل افرازها وتضمر الغدد بحدود بلوغ عمرها (20ـ21) يوما ان لم يكن اكثر وفي اليوم الذي يعقبه اي بعد(21) يوما من عمرها في داخل الخلية تنطلق النحلة الى العالم الخارجي متنعمة بمواهب الطبيعة واول ما تباشر به عملها هو استطلاع المناطق للكشف عن مصادر الغذاء واخبار النحل الذي يكبرها عمرا ويفوقها كفاءة من النحل السارح وعن طريق لغة النحل الخاصة جدا والمتميزة بضوابط دقيقة تحدد اتجاه ونوع الغذاء والمسافة اليه هذه اللغة تتمثل بحركات رشيقة طافحة بالخفة والنشاط، تعارف النحالون عليها تحت تسمية (رقصات النحل) بمعنى اوضح ان عمرها في هذه المرحلة(42) يوما 21 يوما من البيضة الى النحلة و21 يوما تعمل داخل الخلية في عالم الظلام وخلال هذه المدة فقط من عمرها تفرز مادة الغذاء الملكي.
* بماذا يتصف الغذاء الملكي من خصائص؟
ـ انه سائل سميك القوام نوعا ما يشبه اللبن هلامي كريمي ابيض اللون طعمه حامض ذو مذاق مج مميز رائحته خاصة واحيانا تتحسن وكأن فيها شيئاً من تضارب مائج يوقفك مترددا على تشخيص او تحديد ملامح تختلط في البال لن تجد بارعا يلمح مايحتويه من عطرية وغريب في كل تجانساته رائحة وذوقا وطعما الا انه ساحر في مفعوله ودوره في تنشيط الغدد بشكل عام ويصل مايحتويه البيت الملكي من (150ـ 250) ملغم من الغذاء الملكي وقد تزيد هذه الكمية او تقل تبعا للظروف الجوية والبيئية ولنشاط النحل اضافة الى كميات مصادر الغذاء من رحيق وحبوب لقاح وبالرغم من انه غني بالفيتامينات لكنه يفتقر الى فيتامينc كما انه يحتوي على كميات ضئيلة جدا من فيتامينA له اثر فعال في افراز الهرمونات التي لها دور كبير في تنشيط الاجهزة التناسلية مثل (ثيامين، وريبوفلافين، يناسين، بيوتين، اينوسيتول، حامض بانتويثنيك، وفوليك) اذ ان الغذاء الملكي بحالته الطبيعية يحتوي على خصائص مجددة وشافية تفوق الكثير عن كل ما عرف حتى الان من عقاقير طبية لذلك ادخلت هذه المادة في مجال الحقل الطبي واحتلت موقعها بجدارة فائقة وغالبا مايجمع الغذاء الملكي في وعاء زجاجي ومن غير ان يتعرض كثيرا الى الهواء وبعيدا عن النور والرطوبة ويخزن في درجات حرارة لا تزيد على درجة واحدة فوق الصفر.
* ماحجم اهميته الصحية؟
ـ له اهمية واسعة في المجال الطبي اذ لا ينكر انه غذاء عجيب ادى الى شفاء بعض الحالات العصبية المستعصية واعطى تأثيره في كثير من المصابين بالسكري كما انه يفتح الشهية للطعام ويوقف الغثيان والقيء ويعيد القوة والنشاط الى كبار السن ويقاوم النحول والضعف الجسدي والعقلي ويقوي الجهاز التناسلي لكلا الجنسين وينظم الطمث ويعيده الى ما انقطع عنهن قبل الاوان ويمحو التجعدات في عموم الجسم ويعطي للوجه نضارة واشراقة ويشفي المصابين بالهزة العصبية وعلى اختلاف انواعها كما ان الغذاء الملكي لامحال خير منظم لجميع غدد الجسم شريطة ان يؤخذ بكميات معينة وفق وصفة طبية وبانتظام لان فيه من المخاطر التي تربك عمل الغدد في الجسم عند اخذ او تناول كميات كبيرة منه ومن غير انتظام واهم ما يتالف منه الغذاء الملكي من مواد الحامض البنتوتيني والاكتوفلافين والحامض النيكوتيني والبيروكسيدين والبيوتين والحامض الفولي والايتوزيتول والتيامين ويحتوي على زلاليات ودهنيات وسكريات واملاح معدنية وفيتامينات B1 (انورين) وB2 (يبوفلافين) B3 (الحامض البنتوتيني) B5 (الحامض النيكوتيني) B6 (البيروكسيدين) والحامض الفولي وفيتامين هـ (البيونتين) ويحتوي اضافة ال ما تقدم على مواد لها خواص الهرمون ما يساعد على نضج البويضات الملكية ويحتوي على الجرييدين وهي مادة مطهرة من المضادات الحيوية التي تعوق نمو الجراثيم والاعفان وعادة ما يبقى الغذاء الملكي سليما نحو شهرين ويمكن ان يبقى لسنوات اذا وضع في حرارة تقارب (20) درجة تحت الصفر.


منقول من منتدى مشاريع الخيال العلمي

هذا الموضوع نشرته عرفانا لاول انسان علمني
ألف ......... ياء تربية النحل في حياتي الا وهو الدكتور
غضنفر الشيخ الموجود حاليا في العراق ، أسأل من اللــــه
أن يعطيه الصحه والعافيه وأن يوفقه بالرغم من انني لم التقي به
منذ سنوات خلت .

مشكور اخ عبود على الموضوع

بسم الله الرحمن الرحيم
أشكر مرورك استاذ هشـــــــــام
لك مني أجمل تحيه

شكرا لك وللدكتور غضنفر اخ عبود على ما قدمتموه الى النحالين بكل انحاء الشرق الاوسط

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
أشكر مرورك ياأستاذي العزيز أبو يعروب عزيزي وأخي
أنا لازالت طالب علم في هذه المدرسه ولم أقدم
الذي أطمح اليه لاسيما وان اساتذتي الكبار لازالوأ في
الميدان ونسأل الله أن يوفقهم ويعطيهم الصحه والعافيه ومنهم
استاذي الفاضل الدكتور غضنفر ......لك مني اجمل تحيـــــه