النحل في التراث الحضرمي

بسم الله الرحمن الرحيم
اخواني الاعزاء هذا الموضوع منقول من منتديات سقيفة الشبامي
تفتقر المنتديات والوثائق الثقافية الحضرمية المكتوبة للمعلومات التي تخص تربية النحل (( النوب )) في حضرموت ، وفي محاولة مني متواضعة لأثراء سقيفة الشبامي حاولت تقصي المعلومات التي تتعلق بتربية النحل (( النوب )) في حضرموت. والسعي لتوثيق معلومات تربية النوب في حضرموت من رجال لهم الدراية والخبرة في تربية النحل (( النوب )). ومنهم من مارس مهنة تسلق الجبال بواسطة الحبال إما لدباسة العسل أو لترويض النحل الجبلي (( الوحشي )) أو كما يسمى ب (( نوب اللحاح )) أو نوب الجبل .

نوب الجبل (( نوب اللحاح ))

وافيتكم بهذه المعلومات المهمة عن تربية النحل في حضرموت حتى تنفرد سقيفة الشبامي بتوثيق تربية النحل وانعكاسات تأثير هذه التربية في التراث الحضرمي من الناحية الاقتصادية لزيادة دخل الفرد والاسرة ، من جانب وانعكاسات تربية النحل على ( الشعر العامي والأغنية الحضرمية ) ...!!

لا يختلف إثنان بأن العسل الحضرمي من أجود العسل وأشهره وأغلاه ثمناً، وقد داعت شهرته لما يتمتع به من مميزات ومواصفات وجودة خاصة كسبته شهرتاً وصيتاً ذاع خارج حضرموت ، وقد عرفت حضرموت تربية النحل ( النوب ) منذ القدم ومارس الحضارمة هذه المهنة عبر العصور القديمة ، حتى تراكمت لديهم تجارب واسعة وكثيرة في التعامل مع تربية النحل (( النوب ))، واستطاعوا ايجاد سبل خاصة واساليب مبتكرة في التعامل مع تربية النحل ، وأوجدوا علاقة مميزة بين الانسان والنحل ، فمهمة النحل أن (( يجني )) رحيق الزهور ، و (( يبني )) اقراص الشمع ثم يختمها بالعسل ، في المقابل يتحصل النحال (( النواب الحضرمي )) على الجزء الأكبر من العسل (( يدبس )) .

مقابل ذلك أن يوفر (( النوّاب )) الاستقرار الدائم للنحل الخلية (( الجبح ))، و يقدم الخدمات الأساسية للنحل في حالة الجذب والجفاف فإنه يتكلف أمر نقل الخلايا ( الجبوح ) إلى مناطق أكثر خضرة تتوفر فيها ( المجاني ) ، و القيام بمهمة حماية النحل ( الجبح ) من هجوم الحشرات الأخرى والزواحف الضارة ، وربما يتولى مربي النوب إلى سقي النحل بالماء أو مزج خليط الماء مع السكر خاصة في حالة شحة المجاني وجفاف الاشجار ، واختفاء الرحيق من الزهور.


وفي سقيفة التراث تعالوا نتعرف على هذه المهنة التي اصبحت جزءا مهما من التراث الحضرمي ، وعكست تربيتها في الوعي الحضرمي وتأصلت في تراثه الفني من أغاني وقصائد في التراث الشعبي الحضرمي .

وهناك مصطلحات خاصة في اللهجة الحضرمية تختص بمهنة وتربية النحل والتعامل مع المناحل تعالوا نتعرف عليها:

النوب : جمع ( نوبه ) وهي النحل وجاء تسمية (( نوب )) من الإنابة لأن النحل يرعى ثم ينوب إلى (( مواضعها )) أو الخلايا ولذلك سميت النوب قال أبو ذؤيب

إذا لسعته النحل لم يرج لسعها .......وحالفها في بيت نوب عوامل

وفسر علماء اللغة العربية بأن كلمة نوب جاءت من سود لونه وشبه سوادهن بسواد ألوان النوبة.

الأبو : ملكة النحل (( اليعسوب )) في كل خلية توجد ملكة واحدة (( الأبو )) وتتميز بأن الشغالات (( الأناث )) يقمن بخدمة الملكة وتوفير الغداء لها ، ومهمة الملكة تنحصر في وجودها الدائم في وسط الخلية وهي التي تتولى وضع البيض في الخلية و قيل أن ملكة النحل لا تلدغ أو تلسع . وهذه من الحكمة الآلهية التي وضعها الله في (( ملكة النحل )).

واللجهور : ذكر النحل ويسمى في العربية (( الخشرم )) ولا يذهب لجني الرحيق ووظيفته تنحصر في تلقيح الملكة (( الأبو )) وبعد أن يتم لقاح الملكة تتولى الأناث (( الشغالات )) بطرد الذكور من الخلية .



الحلب : بيض النحل الذي تضعه الملكة (( الأبو )).

الجبح : هو سكن أو خلية النحل وعادة يصنع في حضرموت من الفخار على هيئة اسطوانية ، ومن المعروف أن الفخار المصنع من الطين عازل جيد للحرارة والبرودة الخارجية وهو يتناسب مع البيئة الحضرمية ، ويتكون الجبح من عدة قطع تسمى أوصال وتتميز الوصلة الأولى منه بفتحة أمامية على هيئة مخروطية شكل المحقن .

الأوصال : يتكون الجبح من عدة قطع من الفخار توصل ببعضها البعض يبلغ طول الوصلة (( القطعة )) 45 سم وارتفاعها بين 15 الى 20سم .

الكبل : أداة تصنع من عيدان صغيرة بطول 5-7سم وقصر 10 سم و بشكل اسطواني (( نظر الصورة )) و يقوم (( النواب )) بوضع الملكة الجديدة فيه (( تكبل )) فيه الأبو لعدة أيام لكي لا تهرب من الخلية ، و حتى تتعود على الخلية الجديدة وتستقر فيها.

الفرق : جمعها (( فروق )) عندما تصبح خلية النحل مكتظة، تقوم الشغالات بإنتاج ملكة جديدة. نصف الخلية من النحل يغادر مع الملكة القديمة أي يقرر أن يفترق ، قبل أن تخرج الملكة الجديدة من خليتها، ويسمى (( فرق )) ويبحث هذا السرب الذي فارق الخلية عن مأوى جديد له و يطلق على هذه الجماعة أو السرب من النحل (( الفرق )).
وتغادر أحدهما مع مجموعة من النوب الى خارج الخلية وتكون لها خلية جديدة . وعادة لا يفرق النوب إلا في حالة قوة مجانيه .

المجنى : أو المجاني الزمان والمكان الذي تتوفر فيه رحيق الأزهار .وهناك نوعان من محصول الجني ويسمى العسل بهما:

المربعي : وهي نتاج النوب من العسل في جنوة فصل الصيف ومن أزهار شجرة السمر.
البغية : وهي نتاج جنوة النوب من رحيق ازهار أشجار السدر (( العلب )).
المختم : اقراص الشمع المختمة بالعسل وهو النوع المفضل .

الدباسة : هي عملية استخراج أقراص العسل من الخلية .
القرف : وعاء مصنوع من المعدن على هيئة قرص العسل و يوضع فيه أقراص العسل للتخزين أوالتسويق.
الوسيق : وعاء مصنوع من الجلد المتين والقوي لتخزين العسل ( الصبيب ) .

الصبيب : العسل السائل.

المصب : وعاء مستطيل يصنع من الفخار بطول 40 سم وعرض 20 سم وبارتفاع 15سم يملأ بالماء وتضع في احجارة متناثرة حتى يستطيع النوب الوقوف عليها ليشرب من الماء ،
الحنين : صوت او دوي او طنين النحل .وفي العربية يقال حنين الإبل أو رغاء الإبل ..










.
__________________

كيف يتم البحث عن النحل ( النوب ) ؟؟

عادة ما يكون النحل الوحشي يعيش خارج الخلايا ( الجبوح ) ويختار شقوق الجبال العالية سكنا له ، ومن تلك الجبال ينطلق نحو مجانيه ليجمع رحيق الأزهار ، ويورد على موارد المياه القريبة ، ويقوم الباحثون على الخلايا النحل الجبلية بعملية مسح في الأودية التي تقع بين الجبال ، والبحث عن (( قلوت الماء )) أو الكرفان .. جمع كريف ، ذلك أن من عادة النحل أن يرد للشرب ، وينظم الرجال أنفسهم في اتجاهات مختلفة تفصل بينهم مسافات بحيث يمكنهم ذلك من القيام بعملية رصد وتقفي اتجاه طيران النحلة في طريق عودتها ، وتحديد اتجاهها وتحديد سكنها (( الخلية الجبلية )) وربما استعانوا بمناظير مقربة لتسهل لهم مهمة مسح الجبال وتحديد موقع وأماكن الخلايا ، وعندما يكتشف النحالة خلية من هذه الخلايا في الجبل فإنهم يتجهزون بعدد من الرجال اصحاب الخبرة والدراية في التعامل مع ترويض هذا النحل الوحشي والاستيلاء عليه ونقله من خليته الجبلية إلى الجبوح .

كيف يتم ترويض النحل الوحشي ؟؟

بعد أن يتم تحديد موقع الخلية الجبلية ، يتم تحضير الآتي :

أ- الجبح المؤقت : وهو إناء يصنع من لحاء اشجار معروفة لهذه المهمة تتميز بخفة الوزن ، يستطيع الرجل المتسلق على الحبال في الجبل أن يحمله بسهولة ، ويتم صنعه على شكل اسطواني مفتوحا من الجانبيين، وفي حالة أن يتم دخول النحل (( النوب )) في الجبح المؤقت يتم غلق الفتحات بقماش من الشاش الخفبف .

ب - سلالم خاصة مصنوعة من الحبال القوية ، وبواسطة هذه الحبال يتمكن الرجال من التدلي نحو الخلية التي في الجبل ، وعادة ما يكون هذا العمل ضربا من ضروب المغامرة والمجازفة لا يقدم عليها إلا اشخاص يملكون شيئا من الشجاعة وروح المجازفة بانفسهم ، فإن سلموا من الوقوع نحو الهاوية فإنهم لن يسلمون من لذغات النحل الوحشي (( النوب )) الذي يتولى الدفاع عن خليته.

ج الكبل - وهو عبارة عن إناء صغير اسطواني الشكل يصنع من عيدان الاشجار بطول 10سم ، وتغلق فتحتي الاسطونة بقطعة جلد ، ولا يتم سد العيدان ببعضها البعض حتى يتطمن النحل ويجد فرصة أن يرى النحل الملكة (( الأبو أو اليعسوب )ويبقى حول (( الأبو )).

د- قطعة من القماش وكبريت ، ووظيفة القماش هو حرقها لتدخين خلية النحل ، لمضايقة النحل وبث الخوف في الخلية من حريق فيندفع النحل ( النوب ) ليأكل أكبر كمية من العسل ويشعر بعدها بالخمول وعدم القدرة على الهجوم .
وبعد أن يعثر الرجال الباحثون عن النحل الوحشي على خلية نحل في الجبل يتولون مهمة التسلق نحوها ويقوم الرجل المتسلق نحو الخلية بحرق قطعة القماش وتدخين الخلية ، ثم يتولى البحث عن الملكة (( الأبو )) اليعسوب ، التي تستعد للنزول ويستطيع أن يميز شكلها الذي يختلف قليلا عن بقية النحل ، فيلقي القبض عليها ويضعها في ( الكبل ) ويضع الكبل وبه الملكة وسط الجبح المؤقت فينتقل النحل مع الملكة للجبح المؤقت فيتدلى الرجل وهو حاملا معه الجبح المؤقت وبداخله الملكة والنحل ، ويتم نقل الملكة فيما بعد الى الجبح الدائم والذي يتم صناعته من (( الخزف )) أو من الخشب ، وتترك الملكة لفترة في الكبل حتى تتأقلم مع الخلية الجديدة .
لمشاهدة الموضوع من المصدر كاملا وبه تقرير بثة قناة الجزيرة بعد الفيضانات على العنوان التالي :
http://www.alshibami.net/saqifa/showthread.php?t=50942

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

بارك الله فيك

الاخ سدر حضرمي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تشكر على النقل لما فيه من معلومات جيده واسلوب ممتاز وتكاتف للوصول للخلية الجبلية كما وانني سبق ان اتاني القرف ( الاناء الحديدي ) وبه قرص الشمع مع مابه من عسل عدة مرات اهداء من صديق تاتيه كميات من العسل الحضرمي وحقيقة عند فتح القرف تفوح رائحة البغوة كما نسمي ( زهرة السدر ) في المدينة المنورة وهو عسل رائع جميل لذيذ وخفيف ليس بالثقيل .
وتقبل تحياتي ............

السلام عليكم الأخ سد حضرمي
على هذا الموضوع الشيق
الذي أسمع بمعلوماته وأسماءه أول مرة
وكل الشكر لنحالونا في حضرموت
على هذا العمل الشاق الذي يحتاج
الى تسلق جبال والتعرض للمخاطر
وفعلاً موضوع يستحق المشاهدة
لكن عذراً سأنقله الى قسم أخبار طوائف النحل

بسم الله الرحمن الرحيم
شكراً أخي سدر حضرمي على الموضوع
وتوثيقه في هذا المنتدى ليصبح مرجعاً لمن أراد
البحث في هكذا مواضيع تراثيه علميه مهمه ومفيده
تفبل مني كل التقدير

جهد جبار ومعلومات وفيره موثقة بالصور الجميلة
بارك الله فيك اخي سدر حضرمي على هذا الجهد

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوفراس

السلام عليكم الأخ سد حضرمي

على هذا الموضوع الشيق
الذي أسمع بمعلوماته وأسماءه أول مرة
وكل الشكر لنحالونا في حضرموت
على هذا العمل الشاق الذي يحتاج
الى تسلق جبال والتعرض للمخاطر
وفعلاً موضوع يستحق المشاهدة
لكن عذراً سأنقله الى قسم أخبار طوائف النحل

أستاذنا مدير المنتدى أبو فراس
لك كل التصرف
وعفوا على عدم وضعه في مكانه المناسب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


موضوع قيم لانه يتضمن معلومات متنوعة ومهمة لم يسبق لنا معرفتها الا هذه اللحظة، والاجمل من ذلك سهولة الشرح مما يساعد على تكملة القراءة، فسلمت اناملك لكل حرف دون وبارك الله لك، مع الشكر الجزيل لذكر المصدر.

ولك من اخيك كل الود والتقدير

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لى ذكريات مع اليمن/حضر موت/حيث كنت اعمل فى ثانوية القطن 1975 فى تدريس البيولوجى/ وكنت اتمنى التعرف على النحل هناك وطرق تربيتة والتعامل معة ولكن الظروف لم تتاح/ وان كان فى العمر بقية وبمشيئة الله ارجو ان تتاح هذة الفرصة --------شكرا على التقرير ودوما على صحة وخير
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .