المناحل الكويتية بعد عقود من التجربة... عسلها الأجود... وسمّها علاج

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المناحل الكويتية بعد عقود من التجربة... عسلها الأجود... وسمّها علاج

مركز أبحاث النحل في الكويت يؤكد نجاح تربيته رغم الطقس الحار

المناحل الكويتية بعد عقود من التجربة... عسلها الأجود... وسمّها علاج


المشاري مستقبلا طرود النحل من مصر
ارسال | حفظ | طباعة | تصغير الخط | الخط الرئيسي | تكبير الخط

| كتب فراس نايف |

رغم غياب عوامل نجاح التجربة في ظل مناخ متقلب غير مستقر، فإن تربية النحل في الكويت حققت نجاحا لافتا في السنوات الأخيرة تجلى باتساع التجربة في المزارع والبيوت، حتى بات الانتاج المحلي زاخرا، وربما في طريقه للتصدير.
لكن المثير في هذه التجربة محاولات استثمارها في تقديم خدمات علاجية للمرضى تجسدت باستغلال سم النحل في علاج الكثير، لاسيما المصابين بأمراض الأعصاب وروماتيزم المفاصل ودسك الركبة والظهر وتضخم الغدة الدرقية والنقرص والشلل الوجهي والصداع المزمن والأرق والالتواء الفجائي للمفصل ومتاعب الشعب الهوائية.
وكشف مدير مركز أبحاث النحل في الكويت توفيق المشاري لـ «الراي» عن استخدام سم النحل (الوخز) في علاج الكثير من الرجال والنساء وفق جدول وعمل مدروس يشرف عليه الباحث أحمد محمد الطرموم الذي يعطي من وقته للمركز في النادي العلمي يوميا من السادسة مساء حتى التاسعة، ويقوم بتشخيص الحالات الزائرة ليستفيد منها الكثير من المصابين ببعض الأمراض.
وتحدث المشاري عن «تربية النحل في الكويت باعتبارها ليست جديدة إذ ترجع جذورها إلى السبعينات، ولكن لم تكن منتشرة كما هو الحال في السنوات الاخيرة، وخاصة منذ بداية التسعينات، اذ قامت الادارة العامة للثروة الزراعية إلى جانب مركز ابحاث النحل في النادي العملي الكويتي بتشجيع هذه الهواية واستقدام بعض المختصين لتدريس كيفية إنشاء المناحل وتربية النحل بالإضافة إلى استشارة بعض الشخصيات الكويتية التي كان لها سبق كبير في التعامل مع هذه الهواية منذ زمن بعيد.
ويرى المشاري أن «التجربة حققت نجحت نجاحا باهرا، فقد كان الناس يظنون ان الزراعة الانتاجية لا تصلح في الكويت ثم اكتشفوا بعد فترة من الزمن أن الكويت منتج جيد لمعظم أنواع الخضار وكثير من الفاكهة والأزهار والتي يعد رحيقها المصدر الرئيسي لغذاء النحل.
وأشاد المشاري بـ «الهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية التي اهتمت بالجانب المتعلق بالزراعة وتلقيح النحل للنباتات المختلفة ما يعطي أهمية كبيرة من حيث إعطاء أجود الثمار وأحسنها، فضلا عن دورها بإعطاء دورات للنحالين سنويا منذ العام 1990 وحتى الآن، كذلك تقوم باعطاء اذونات لاستيراد النحل الحي من خارج الكويت، وتصرف شريط (الابستان) مجانا للنحالين وهو عقار يحمي خلايا النحل من الاصابة ببعض الأمراض خصوصاً حشرة الفاروا- علاوة على اعطاء الاستشارات النحلية لمن يرغب من الناس والنادي العلمي الكويتي أنشأ مركز أبحاث النحل في العام 1996 ويجمع النحالين العاملين بالكويت ومن لهم اهتمام في تربية النحل ومنتجات خلية النحل بصفة عامة - ويقوم بنشر ثقافة تربية النحل في البلاد من خلال الدورات التي يقيمها، وكذلك الأنشطة الصيفية التي تعطى للنشئ بواقع دورتين كل إجازة صيف وكذلك من خلال المشاركة في المعارض الثقافية التي تقام في البلاد.
ورأى ان «من أبرز السلبيات التي تواجة تربية النحل في الكويت درجة الحرارة العالية والغبار في فصل الصيف وعادة ما يحدث بعد قطف عسل موسم الربيع و(الكينا) الذي يزهر في أوائل الصيف، وفي هذه الفترة تموت معظم طوائف النحل بسبب شدة الحرارة والغبار أو على أقل تقدير تضعف وتقل كفاءة الملكة بوضع البيض ما يعرض الطائفة لفقد عدد كبير من النحل وضعفها.
وبين ان «النحال الذي يربي خلاياه في المنازل ويكون قريبا من المياه يستطيع تظليل المنحل ورش المياه حوله ويجعله بعيدا عن تيارات الهواء الساخنة ليخفف من الأضرار التي أشرنا لها، أما في حالة موت الطائفة أو ضعفها الشديد فتستلزم استقدام نحل جديد - كذلك زيارة طائر الخضيري والذي نطلق عليه علميا اسم «آكل النحل» للكويت خلال ابريل وسبتمبر واكتوبر من كل عام تضعف النحل كثيرا لأنه يأتي في موسم العمل بالنسبة للنحل - وهذا كما يُقال «ماله حل».
وحذر المشاري من جهل بعض المربين وعدم اهتمامهم بدخول دورات متخصصة او الاطلاع على النهج العلمي للتربية ما يجعل بعض الخلايا تفرغ طرودا تخرج من خلاياه وتستوطن في بعض الأماكن بين البيوت مما يؤدي إلى إيذاء الناس، مبينا ان «هناك بعض الأمراض التي يصاب بها النحل يمكن علاجها ممن له دراية وعلم خلال الدورات العلمية ومتابعة التطورات العلمية بهذا الشأن»
وأوضح أن «هناك تسهيلات تقدمها الدولة والمؤسسات المختلفة والإعلام، من خلال الدورات والندوات العلمية والتي تناقش هذا الأمر- وحتى ما يحدث من نقاشات في الديوانيات بين الافراد حول هذا الموضوع يصب في خانة الايجابيات - ولا شك ان تجمع النحالين اتصالهم ببعض من خلال ديوانية النحالين في النادي العلمي يعتبر كذلك من اهم الايجابيات حيث يتبادلون الخبرات والنصائح».
وعلميا فإن العسل هو «سائل لزج حلو المذاق ينتجه النحل من رحيق النباتات المختلفة فهو ذهبي اللون غالبا، ويحتوي على الكثير من المواد العلاجية والتي أطلق عليها العلماء في الماضي (اكسير الحياة) ويُعد العسل غذاء كامل لاحتوائه على حبات كبيرة من الفيتامينات خصوصا B، C وتختلف النسب في العسل باختلاف مصدر الرحيق، كما انه غني بالاملاح المعدنية مثل الكالسيوم والفسفور والماغنيسيوم والصوديوم والبوتاسيوم والسيليكون وكذلك بأنواع مهمة من الانزيمات العلاجية المختلفة ونستطيع أن نقرر أن العسل الناتج في قطر العالم هو الأفضل غذائيا وعلاجيا لأهل ذلك القطر شريطة أن يكون طبيعيا غير معرض لأسباب التلف مثل الحرارة العالية (أعلى من 38 درجة او التجمد أو الحفظ بأواني حديدية أو معرض للإضاءة الشديدة كالشمس مثلاً)
وفي هذا السياق، حذر المشاري من ما يقوم به بعض النحالين بتسخين العسل وتصفيته بقطع من القماش مما يتلف العسل اثناء التسخين ما يؤدي إلى ضياع الكثير من الانزيمات والفيتامينات النافعة وكذلك التصفية تحجب حبيبات اللقاح واجزاء من الشمع التي لا تري وتكون مذابة بالعسل، ويلجأ بعض النحالون إلى هذا الأسلوب حتى لا يتبلور العسل عندهم وهي خاصية طبيعية للعسل خاصة المنتج في الربيع مما يجعل الناس بجهلهم لا يقبلون على شرائها وهذا للاسف غير موجود في دول اوروبا حيث يقبلون على العسل المتبلور اكثر من العسل السائل لمعرفتهم بخاصية التبلور الطبيعية هذه اما بالتجربة فإن عسل السدر والكينا والربيع في الكويت يعتبر من أفضل أنواع العسل في الجزيرة العربية إلى جانب العسل المنتج في كل من اليمن والسعودية وعمان وغيرها.
وقال المشاري ان العمل والنتائج التي ظهرت في مركز ابحاث النحل في الكويت أكبر بكثير من الامكانيات المادية الموجودة فعلا، وخاصة بعد الحضور الكبير للمركز من المستفيدين، وبعد النتائج الطيبة التي تحققت بفضل الله تعالى، ثم بفضل الدعم المعنوي من مجلس إدارة النادي والدعم المادي المحدود ثم حنكة وإدارة الأخ أحمد الطرموم، وأتمنى أن تقوم الدولة أو أحد الداعمين لمثل هذه البحوث العلمية الخيرية بالمساعدة المادية لتطوير المركز في النادي العلمي.

النحل المصري يلائم طقس الكويت

بين المشاري ان الكويت تستورد سنويا زهاء عشرة ألاف طرد نحل حي خلال فترتين، الأولى خلال شهري مارس وابريل، والثانية خلال شهري سبتمبر وأكتوبر في كل عام، ويذهب النحالون في الكويت إلى مصر لاستيراد النحل لسهولة التعامل الجمركي والشحن ولملائمة النحل المصري وتحمله للظروف الجوية المتقلبة في الكويت إلى حد كبير، ثم ملاءمة سعر النحل للنحالين، اما الخلايا الخشبية التي يستخدمها النحالون منها ما نستورده من مصر أومصنوع محليا، حيث تتراوح كلفة خلية النحل كاملة مع النحل مابين 40-45 دينارا بحسب الموسم وموقع المنحل.

بالفحص المخبري تعرف جودة العسل

- يقول المشاري ان لا سبيل لمعرفة جودة العسل وما إذا كان طبيعيا او مغشوشا إلا بالفحص المخبري - لأن معظم الطرق التي يقوم بها بعض البائعون ليست علمية ولا تعطي حقيقة تركيب العسل ودرجة جودته وانما ينخدع بها البسطاء من الناس مبينا ان العسل مادام طبيعيا وسليما من الغش فأنه عظيم الفائده الغذائية او العلاجية - ومن المعروف انه وكباقي انواع الاطعمة يتفوق بعضها على غيرها من نفس جنسها كما هو في التفاح او البرتقال او حتى اللحوم والاسماك فكذلك تكون بعض انواع العسل يكون لها افضليه على غيرها تبعا لظروف المناخ ونوع التربة والزهرة والسماد وطريقة استخراج العسل من الاقراص الشمعية حيث تحصل بعض التغيرات على تركيب العسل اذا مر بمرحلة خاطئة من هذه المراحل.

مواسم التربية والقطفات

- الاول موسم السدر (من اول سبتمبر الي آخر نوفمبر)
- الثاني الربيعي (من اول مارس إلى آخر شهر مايو)
- الثالث موسم الكينا (من اخر مايو الي نصف شهر يوليو) بالاضافة إلى موسم الجت (البرسيم) في الصيف.

«الدبابير» عدو النحل

- يجب ان يكون المكان المخصص لتربية النحل في منطقة زراعية متعددة الزراعات الرحيقية و(الطليع )، وبعيدا عن الاطفال والنور في الليل، وبعيدا عن حظائر الأبقار والاغنام والدواجن لأن الروائح الكريهة تؤذيه وأيضا بعيدا عن عرائش العنب والكروم، اذ انها مكان محبب للدبابير عدوة النحل الاولي، ويفضل ان يكون قريب من مصادر مياه نظيفة وان لم يكن يجب توفير احواض مياة يوضع فيها العيدان أو الفل ليشرب منها النحل دون ان يغرق، اما المستلزمات فيجب ان تتوافر الخلية الخشبية (لانجستروس) والتي تتجزأ من الكرسي (حامل الخلية) وقاعدة الخلية، وصندوق التربية والاطارات الخشبية ( البراويز التي تزود بشمع أساس لتسهيل عملية إنشاء العيون السداسية على النحل وباب الخلية.

بدلة النحال

- بدلة (النحال) لونها ابيضا ومصنوعة من قماش سميك
يقي من لسع النحل وقناع هو مصنوع من القماش،
وسلك شبكي ذو ثقوب دقيقة يحيط من كل الجوانب ويقي النحال من اللسع في الوجه، وقفاز يصنع من الجلد الرقيق حول الكف ومن القماش حول الساعد حتى المرفق ويقي النحال من لسع النحل.

الشوارع مصدر الغذاء

الزراعة الكثيفة المنظمة التي تتنوع وتتوزع في منازل وشوراع وحدائق الكويت هي المصدر الرئيس لرحيق النباتات التي تنتقل إلى خلاياه ليحولها إلى شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس ويحولها إلى هذه المادة الغذائية السحرية التي اهتمت بها الدنيا بأسرها منذ بدء الخليقة حتى هذا اليوم.

http://www.alraimedia.com/Alrai/Arti...&date=06052013

الحمد لله رب العالمين

انشاءالله من تقدم إلى تقدم

شيء يبشر بالخير

***

الأخ الجيجلي نشكرك على النقل

نتمنى لجميع بﻻدنا العربية واﻹسﻻمية النجاح الكبير في تربية النحل وانتاج العسل والله الموفق