اللفــــــــــــــت


اللفت نبات من الفصيلة الصليبية التي تشمل اللفت والكرنب والملفوف والفجل والخردل، وسمي قديما السلغم والشلغم .
اللفت في التاريخ:
كان القدماء يأكلون النباتات امثال اللفت والجزر وغيرها مشوية تحت رماد مواقدهم البدائية مثلما نأكل البطاطا المشوية، وقد ذكرت الروايات التاريخية ان الطبيب ديوسقوريدوس امر مرضاه ان يستحموا بماء اللفت، وان القابلات في العصور القديمة كن يضعن كمادات من اللفت على اثداء المرضعات المتورمة لتسهيل مرور الحليب منها في اوقات الإرضاع.
اما اطباء العرب فقد ذكروا ان اللفت نوعان: بري وبستاني، والبري صنفان: كبير وصغير، ولكل منهما صفات وخواص، وقالوا ان فروع اللفت الدقيقة إن سحقت وأكلت بالعسل نفعت مرضى الطحال وعسرالبول، واذا هرست ووضعت على الأورام حللتها.
وجذره الكبير يدر البول ويولد رياحا ونفخا، وهو عسر الهضم، واذا تم التضمد بورقه أو بزره المدقوق ينفع من النقرس وشقاق البرد، وماء طبخه ينفع من الحكة المرارية.
وقد ذكر ابن سينا: انه اذا اخذت لفتة وحرقت وأذيب في تجويفها شمع بدهن، ورد على رمادها كان ذلك نافعا من داء الثعلب العتيق، وينفع ذلك أيضاً من الشقاق المتقرح العارض من البرد، واللفت المطبوخ يفعل مثل ذلك ضمادا.
اللفت في الطب الحديث :
يتكون اللفت من العناصر الاساسية التالية:
املاح معدنية، مثل: الكالسيوم والفوسفور والبوتاسيوم والمنغنيز والكبريت واليود والزرنيخ، وفيه نشويات بنسبة 7%، وبعض الفيتامينات مثل A,b,c ، وبخاصة في أوراقه الخضراء، وكذلك يحتوي على الحديد والنحاس.
فوائد اللفت :
بشكل عام يعتبر اللفت منشطا للجسم، ومطهرا ومدرا للبول ونافعا للصدر وملينا ومزيلا للتعب، ويفتت الحصى ويهديء السعال، ومفيدا للوهن النفسي والعقلي وللنزلات الصدرية، والاكزيما وحب الشباب وضد السمنة.
يستعمل داخليا منقوعا في الحليب 100 غم في لترمن الحليب، حيث يشرب لمشاكل الصدر، ويمكن حفر لفتة قليلا وملئها بقليل من السكر وتركها فيذوب السكر ويتكون شراب لذيذ مفيد، أو تقطع حلقات منه ويوضع السكر عليها.
ولعلاج الاكزيما وحب الشباب: يؤكل كل يوم القليل من اللفت النيء ، أما اللفت الذي يطبخ فيصبح أسهل هضما، أما بالنسبة لحصيات المسالك البولية، فيمكن غلي (6 غم) من بذور اللفت مع زهر الزيزفون، ويشرب مرتين يوميا لإذابة الحصى، كما تفيد هذه الوصفة امراض البرد و للسعال.
ولمعالجة تشقق الايدي والارجل من البرد: تطبخ لفتة بقشرها، ثم تقطع نصفين ويفرك بها المكان المتشقق وتعصر عليه،و يمكن الاستفادة من أوراق اللفت في السلطات النيئة، أو الحساء للاستفادة من اليود والحديد والنحاس الذي تحتويه.
وقد قيل ان تناول اللفت يولد مناعة ضد الاصابة بالزكام في الشتاء، ومن ضربة الشمس، ومن مرض الجذام، ومن جراثيم الأمراض السارية.
اللفت في الغذاء :
يعتبر اللفت ضعيفا من الناحية الغذائية، ويحتوي على بعض الفيتامينات ولكنه والملفوف يحتويان على الزرنيخ الذي يساعد في تشكيل الكريات الحمر والبيض في الدم.
اما غناه بمادة الكبريت، فيمكن ان يحدث اضطرابات في القولون لدى الاشخاص الذين يعانون من القولون العصبي، كما أنه يولد النفخة والغازات.
يمكن للأشخاص البدينين تناول اللفت لفقره بالسعرات الحرارية، وكذلك يستفيد منه الاشخاص الذين يعانون من الحكة، والمشاكل الجلدية لغناه بمادة الكبريت.
وعند طبخه يفضل ان يطبخ مع البطاطا على شكل حساء لتخفيف ثقله وبالتالي عسر هضمه.
عصير اللفت:
يعتني بالبشرة وينعمها، ويمنع الكلف.
زيت اللفت:
زيت اللفت له عدة استخدامات، فمنه من يتم تناوله مع الطعام، ومنه ما يستخدم لدهن ارغفة الخبز الافرنجي قبل خبزه، ولتزييت المنتجات الصوفية، وللصابون، ولتزييت الآلات الدقيقة وذلك لخفته وطراوته .
يتناول زيت بذور نبات اللفت للوقاية من أمراض عصبية نادرة، فقد أثبت باحثون من جامعة جونز هوبكنز أن 89 طفلا ممن لديهم العطب الوراثي الذي يؤدي لظهور مرض “أدرينو ليوكو ديستروفي” ، وهو أحد الأمراض الوراثية العصبية النادرة، ويصيب الأطفال في سن مبكرة، ويؤدي إلى تدهور عصبي تدريجي مع صرع وفقدان للذاكرة، ينتهي بوفاة الطفل خلال سنوات معدودة. ويعتقد أن سبب ظهور أعراض المرض عطب وراثي يؤدي إلى تكدس سلاسل الأحماض المشبعة بالغة الطول في الجسم، وبخاصة في الجهاز العصبي. ويمكن لزيت بذور اللفت أن يلعب دورا وقائيا وعلاجيا ضد المرض، ويعد هذا أول إثبات علمي على جدوى زيت بذور اللفت، أو “زيت لورنزو” في تثبيط مرض (ald).
أما سبب تسمية الزيت بـ “لورنزو” فللإشارة إلى الطفل لورنزو أودون الذي اكتشف أبواه إصابته بالمرض عام 1984. و زيت بذور اللفت له قدرة عالية في تحويل مسار إنزيمات الجسم، كما يقلل بشدة أعداد الصفائح الدموية التي تسرع تجلط الدم عند الإصابة بجرح.
وتشير الأخبار بأن هناك دراسات تجري في بريطانيا حول استخدام زيت اللفت في توليد الطاقة الكهربائية

__________________