النحل المخنث
د. تيسير الغول
ظل العلماء في أمريكا يبتكرون كل جديد حتى استطاعوا أن يطوروا من خلال علم هندسة الجينات نوعا من أنواع النحل لا يلسع ولا يؤذي ولا يهاجم المعتدي. فقد استطاعوا أن يقتلوا فيه روح التضحية وروح الدفاع عن النفس. وقد استغلت أمريكا ذلك العلم علم الهندسة الوراثية وطورت عليه حتى انتجت أنواعاً اخرى أكثر تخنيثاً، بحيث لا تؤذي، ليس فقط من يهاجمها بل تكون وادعة مسالمة لمن يعتدي على رحيقها أو عسلها أو حتى ملكتها. فهي مسالمة إذا تعرضت لهجوم أو مباغته، ووادعة أليفة لمن يأخذ عسلها وشمعها أو يسرق غذاء ملكتها. فهي تغض الطرف عن كل من يأخذ مخزونها الاستراتيجي وقوامها الاقتصادي عن طيب خاطر دون تضجر أو تأفف؛ ذلك لأنها أصبحت تنتمي الى مملكة نحل مخنثة ذليلة لا تملك أدوات دفاع مجدية كما كان عهد أجدادها الغابرين. ولا تقدر إلا أن تتعايش مع وضعها الجديد وصفاتها الجديدة التي فرضت عليها دون استشارة لتبقي على حياتها ووجودها.
لم تكتف أمريكا بتخنيث أمتنا وتدجينها وتنعيجها والسير في ركابها والتسبيح بحمدها. ولم تكتف أنها أهدرت طاقاتها ونفطها وأموالها، وأحرقت كل نبت وضرع فيها. فاتجهت الى تخنيث النحل وتفحيل النعاج وقتل المروءة في الكباش والوعول والديوك. فلا غرابة أن تجد كبشاً ذا قرون عظيمة ولكنه لا يملك أدوات تناسل فحولية لأنه مخصي مقطوع الذنب. ولا غرابة أيضاً أن ترى دجاجة تصيح أو ديكا يقول قاق قيق.
هذا هو واقع أمتنا اليوم واقع مخزٍ فاضح، فهو أسوأ وضعاً من مملكة الحيوان ودياثتها ومملكات النحل وخناثتها. انه واقع قريب مما يحدث في مزارع الدجاج وإسطبلات البغال والحمير والخيول والوعول الداجنة مسحوقة الخصي والقرون.
http://www.assabeel.net/articles/ite...AE%D9%86%D8%AB