أخي ابو محمود
ماذكرته أنت هو حقيقة واقعة لا مراء فيها ... فلو قمت بتسييح قرص شمعي قديم "أسود" فستجد أنه ينصهر ولكن تتبقى قطع لا تنصهر وتكون على شكل كؤوس منفصلة عن بعضها ويختلف سمك جدرانها حسب قدمها...
فتكون سميكة أكثر كلما كانت قديمة أكثر... وذلك لتعدد الأجيال النحلية التي تربت داخلها... وتكرار التصاق جلود الانسلاخ ومن ثم الصقل بالبروبوليس............. الخ.
والكؤوس المذكورة لاتنصهر ومن السهل كما قلت يمكن تكسرها وتفتتها وسحقها كمادة متفحمة...
ولو راجعنا وتمعنا في تلك الكؤوس لوجدنا أنها مركبة من طبقات متراكبة على بعضها وليس جداراً واحداً فقط أو مكون من طبقة واحدة فقط... وهو كما ذكرت عبارة عن جلود انسلاخ وبروبوليس وقد يكون هناك مواد أخرى كما قلت أنت..
وهنا... ولكي نقترب من الحقيقة ..
دعنا نرجع لنتعرف على مكونات جلود الحشرات ومن ثم ننطلق لنتعرف على الحقيقة...
جدار الجسم أو الجليد:
في البداية نقول أن الكائنات الحية تنقسم الى مجموعتين رئيسيتين وهما المملكة النباتية والاخرى المملكة الحيوانية والتي تنقسم إلى فقاريات ولا فقاريات بمعنى:
ان الفقاريات يكون الجزء الصلب في داخل الجسم وينمو ويكبر بنمو الجسم تدريجياً كالانسان والحيوانات والطيور في حين أن اللافقاريات أنواع ومنها الحشرات وتحديداً النحل والتي يكون جلدها الخارجي هو الجزء الصلب وبضمنه مواد شمعية وشبه بلاستيكية......................الخ.
أي أن جسم الحشرة وأطوارها يغطيها هيكل كيتيني وظيفته حماية الأعضاء والأنسجة الداخلية من الجفاف والأضرار الأخرى كما يتصل به العضلات وترتكز عليه كما أنه يحدد شكل الحشرة.
والجليد عموماً طبقة غير خلوية تفرزها خلايا البشرة الداخلية وتكون مرنة في بدء تكوينها ثم تتصلب تدريجياً ويقتم لونها لتكون صفائح صلبه تفصل بينهما مناطق غشائية (أغشية مفصلية) من جليد لين ويجمع هذا التركيب بين التماسك والمرونة ويتركب الجليد من مادة كيتينية تتكون من سكريات عديدة متحدة مع مواد عضوية وغير عضوية وبروتينات وكبريت وفينول، ومن المهم أن نشير هنا إلى أن
مادة الكيتين لاتوجد كتركيب حر في الطبيعة.
ويشتمل الجليد على عدة طبقات وهي من الخارج إلى الداخل كالتالي:
أ-الجليد السطحي (فوق جليد):
وهو طبقة رقيقة جداً تشتمل في الحقيقة على عدة طبقات متراكبة بعضها فوق بعض وهي من الخارج إلى الداخل كما يلي:
1-الطبقة الأسمنتية Cement Layer وتتكون من مادة بروتينية دهنية في الغالب
2-الطبقة الشمعية Wax Layer وهي تكسب الجليد عدم نفاذيته للماء.
3-طبقة البوليفينول Polyphenol ثم
4-طبقة الكيوتيكيولين Cuticulin وهي مكونة من مادة بروتينية دهنية وهي غير منفذة للماء ولا تتأثر بالأحماض أو القلويات المخففة.
(كل ذلك في جليد حشرة واحدة فلنتخيل لو تربت في العين السداسية أعداد كثيرة من اليرقات... وهنا يجب أن نعلم أنه قد لا يوجد شيء مشابه لحالة النحل فكل الحشرات تتشرنق انفرادياً أو لا يتكرر ذلك في نفس المكان كالنحل).
الإنســـلاخ :
يعتبر الإنسلاخ عملية أساسية للنمو في شعبة مفصليات الأرجل وذلك للتغلب على صلابة الهيكل الخارجي للجسم. وفي الحشرات خاصة يفقس البيض ويخرج منه حورية أو يرقة التي تتغذى وتنمو تدريجياً.
وحيث أن جدار الجسم كيتين صلب وغير قابل للنمو أو للتمدد لذلك نجد أن الحشرة تتخلص من جلدها القديم ويحل محله جدار آخر يكون أكثر مرونه فيسمح بنمو الحشرة قليلاً ثم تعاود الحشرة الإنسلاخ عدة مرات أثناء نموها إلى أن تصل إلى الطور اليافع. وقبل الشروع في عملية الانسلاخ تسكن اليرقة أو الحورية فترة من الزمن تسمى فترة الانسلاخ تمتنع الحشرة عن الغذاء وتبدأ عملية الانسلاخ...
ولمن يريد المزيد يمكنه الاطلاع على الرابط التالي:
http://kenanaonline.com/users/wanis/posts/150136
"يتبع"