عرض مشاركة واحدة
قديم 31-03-2012   #1
مربي نحل مشارك ب 15 مشاركة مفيدة ولاتزيد عن 50

من مشاركات العضو









 
تاريخ التسجيل: Feb 2012
الدولة: سوريا
العمر: 48
المشاركات: 34
معدل تقييم المستوى: 0 نسيم عطيه is on a distinguished road
افتراضي نظرية التغريب و تطبيقاتها

بسم الله الرحمن الرحيم
أطرح هذه النظرية في هذا القسم من المنتدى لأنني أحتاج فيها للمساعدة من ذوي الخبرة لتكتمل المعلومات و نخرج بالنفع للجميع
آسف للأطالة ولكن الموضوع يسحق أكثر
بداية :


الكثير من النحالين استبدلوا نحلهم الشرس الطباع بسلالات من النحل الهادئ الطباع ولكنهم وجدوا أن هذا النحل له مشاكله فهو ضعيف أمام أعداءه و غير مقاوم لبعض الأمراض و غير متكيف مع ظروف المناخ القاسية و يفشل في البقاء مع المرعى الشحيح إذا لم تتم تغذيته ولكن بالمقابل يجمع العسل بشكل جيد
أمام كل هذه العيوب يصبح النحل الشرس تحفة
من مميزات النحل الشرس أنه لا يجمع الكثير من العسل ولكنه مقاوم للأعداء و المرض و يتكيف بشكل جيد مع الطقس القاسي و المرعى الشحيح
و حديثا تتجه الأنظار لانتخاب سلالات من النحل الشرس المقاوم تجمع كميات جيدة من العسل و لكن يبقى التعامل مع النحل الشرس صعب بالنسبة لبعض النحالين
تجربة خاصة :
لقد قمت بتربية النحل الهجين لعدة سنوات و لكنني عانيت معه الكثير و قد خسرت منحلي كله في سنة واحدة و لم أتمكن من معرفة السبب و لهذا بدأت أبحث عن سلالة من النحل يستطيع مقاومة الأمراض و يتأقلم مع الظروف القاسية و قمت بتأسيس منحل من سلالة النحل البلدي الصافي و بدأت أنتخب الملكات الجيدة و أستبدل الرديئة حتى ظهرت عندي سلالة من النحل البلدي تتمتع بخصائص ممتازة و منها :

– نشاطمبكر في تربية الحضنة – مقاومة للأمراض و الأعداء – قليلة الميل للتطريد – نشطه في جمع العسل – متأقلمة بشكل جيد مع الطقس السيئ والمرعى الشحيح

بقيت مشكلة الشراسة لم تتغير و لهذا صرفت النظر عن هذا العيب و فكرت فقط بكيفية التعامل مع النحل الشرس بدون أي مشاكل و منها أتقدم لكم بهذه النظرية و هي نظرية التغريب

نظرية التغريب

المبدأ العلمي لهذه النظرية يستند إلى حقيقة مفادها أن النحل بكل أنواعه في الحالة الطبيعية لا يقوم بالدفاع إلا عن خليته و إن أي شيء يحدث بعيدا عن الخلية بسنتيمترات قليلة لا يكترث له النحل و هكذا يمكن الاستفادة من هذا الطبع للنحل للتعامل مع أنواع النحل الشرس
و نظرية التغريب تعني جعل النحل يشعر و كأنه ليس في وطنه ( أي يشعر بالغربة ) و بالتالي لا يعد النحل له أي سلوك دفاعي و يتم التعامل معه بكل أريحية
و المهم هنا ما هي الوسائل التي نجعل فيها النحل يشعر بالغربة
إليكم بعضها و التي أتبعها في حالات الكشف العادية
تطبيقات نظرية التغريب : - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

1 – عند رفع أحد الأقراص لفحصه

يجب إبعاده عن الخلية مسافة كافية ( حوالي 50 سم ) و نقوم بتغيير اتجاه القرص مباشرة كأن نضعه بشكل عمودي المهم أن لا يبقى بنفس الجهة التي كان فيها داخل الخلية و سنجد أن النحل يهدأ بسرعة و عندها يمكن فحص القرص بكل يسر بدون أي إزعاج من النحل
المبدأ هنا أن النحل على القرص يشعر في الحال بالغربة و يصبح كل همه أن ينضم إلى أفراد مجموعته ولا يفكر بالدفاع و دليل ذلك أنه عند إعادة القرص إلى الخلية سنلاحظ أن قسما كبيرا من النحل الموجود عليه يزحف إلى الأقراص المجاورة و نجد العاملات التي زحفت إلى القرص المجاور تأخذ وضعية دفاعية أما العاملات الموجودة على القرص المعاد لا تأخذ تلك الوضعية إلا بعد مضي بعض الوقت حيث أن شعور الغربة يبقى مسيطرا على بعض العاملات لبضع دقائق
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
2 – عند قيامنا بقطاف العسل

نفتح الخلية بكل هدوء كالمعتاد ثم نقوم بإخراج أقراص العسل و وضعها جانبا بما عليها من نحل ثم نغلق الخلية و نقوم بهز أقراص العسل أمام مدخل الخلية قرصا تلو الآخر و نضعها في الحال في صندوق مغلق و هنا سنجد النحل يوجه اهتمامه للانضمام لمستعمرته
و المبدأ هنا أن النحل الذي على الأقراص أصبح خارج بيته و لن يقوم بالدفاع عنها ثم أن نحل الخلية يستجيب لنداءات الاستغاثة التي تأتي من داخل البيت و ليس من الخارج و هنا إذا حصل إزعاج لبعض النحل على تلك الأقراص و أطلق فرمونات الخطر فلن يلقى أي استجابة من باقي النحل


عند المقارنة بين هذه الطريقة في قطاف العسل و بين الطرق الأخرى التي يقوم بها البعض بحيث يتم رفع قرص العسل و ينظف من النحل بالفرشاة و الخلية ما زالت مفتوحة سنجد الفرق كبير في سلوك النحل
ففي الطريقة الأولى التي تعتمد على نظرية التغريب نجد أن الخلية تهدأ في غضون دقائق و لا تهاجم أي شخص يقترب من المنحل حتى و لو وقف بجانب الخلية
أما في الطريقة الثانية و التي يعتمدها عدد كبير من النحالين فإن الخلية قد لا تهدأ لأيام و يقوم النحل بمهاجمة أي شخص يقترب من المنحل و في بعض الحالات يهاجم حتى مسافة مائة متر
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
3 – التعامل مع خلية مزدحمة بالنحل

إن التعامل مع الخلايا المزدحمة بنحل حاد الطباع أمر ليس باليسير و أحيانا كثيرة يتعذر فحص الخلية
بتطبيق نظرية التغريب و لكن هنا نطبقها على كل الخلية إذ نقوم بنقل الخلية من مكانها إلى مسافة متر أو أكثر و نضع مكانها خلية فارغة أو أي هيكل يلتجئ إليه النحل العائد من المرعى
بعد دقائق نقوم بتدخين خفيف للخلية المنقولة و نقوم بفحصها بكل سلام و إجراء أي عملية دون أي مشاكل و بعد الانتهاء من الفحص نعيد الخلية لمكانها الأصلي و نقوم بهز النحل الذي دخل الهيكل أمام مدخل الخلية
المبدأ هنا كما سبق فإن جميع نحل الخلية يشعر بالغربة في الموقع الجديد و أي نحل يطير نجده يذهب مباشرة إلى الهيكل و لا يسبب أي إزعاج وقسما كبيرا من النحل الحارث يعود لمكان الخلية الأصلي
النهاية


فيما سبق و ذكرته عن تطبيقات لنظرية التغريب يبدو جليا فوائد هذه النظرية و قد لا تكون مفيدة فقط مع النحل الشرس بل ربما مع كل أنواع النحل إذا أخذنا في الحسبان أن أفضل طرق فحص النحل هي تلك الطرق التي تسبب له أقل قدر من الإزعاج
لا تنتهي تطبيقات نظرية التغريب عند الحالات التي ذكرتها فبليل من البحث و التأمل قد نجد لها تطبيقات مفيدة كثيرة
باعتقادي أنه من الممكن الاستغناء عن بدلة النحال الخاصة و المدخن فيما لو تمكن النحالين من المعرفة الكافية لسلوك النحل و طباعه و كيفية التعامل معه فالذي بين النحال و نحله هي صداقة و ليست عداوة و يقع على عاتق النحال تحسين هذه الصداقة و فهم طباع صديقه
نسيم عطيه غير متواجد حالياً  
 
رد مع اقتباس