عرض مشاركة واحدة
قديم 04-08-2010   #1
نحال من الكادر الإداري
 
الصورة الرمزية عبيد محبوبه

من مشاركات العضو







 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 3,684
معدل تقييم المستوى: 20 عبيد محبوبه is on a distinguished road
Exclamation تعلمتْ من "اللسعات" تربية النحل...

تعلمتْ من "اللسعات" تربية النحل...


"اذا اختفى النحل من الأرض لبقي للانسان فقط أربع سنوات ليعيش"، مقولة مأثورة تتمسك بها أم رامي، المرأة الجنوبية التي امتهنت تربية النحل. "مهنة صبر والتحدي"، عشقتها وعايشت عالمها رغم وصفها لها "بالأشغال الشاقة".
هي نحّالة بين قفران النحل في الحقل، طبيبة تصف أدوية النحل في محلها في النبطية، وتمضي وقتها بين تحضير عدة النحّال من كفوف جلد أصلي وأقنعة، وجزمة وبنطال ومنفخ لنزع براويز العسل.
عجقة رجال داخل محلها، هذا يطلب علبة شرائح مكافحة "الفارو"، (حشرة طفيلية تمتص دم النحل وتــبــيــض فــي نــخــروب الــســداســي للملكة)، وذاك يطلب قبعة النحّال، وآخر يحمل كتاب تعلم تربية النحل ويستفسر عن كل شاردة وواردة.
تتلقف أم رامــي ارتباك أحد الفتيان. "انت تحب تربية النحل، لازم تحب النحل كرمال تعطيك من خيراتها"، هي نصيحة قدمتها أم رامي لحسين. "يجب ان تحبها والا اصبحت مهنة اشغال شاقة حين ترتدي القناع تحت أشعة الشمس، وتعمل على تنظيف قفران النحل وتوزع وتقسم النحل طيلة ساعات النهار".
تجيب على اتصال هاتفي مرددة "يجب أن تسارع الى وضع شرائح" الــفــارو "قبل أن تتلف" نحلتك "، يجب عليك أن ترشها، تضع وعاء داخــلــه زيــت لتقضي على حشرة الفارو نهائيا". وقبل أن تقفل الخط تنصح المتصل "ألا يقطف" النحل مرددة المثل الشعبي "خلي العسل بجرانو لتجني أسعارو".

انه طريق النحل السهل الصعب الممتنع "علمتني النحلة النشاط، أخذت منها صفات النجاح، ومنها عرفت كيف أطرد اليأس من حياتي وأواظب على حب الأمل".
النحلة "انسان" معطاء، وهذا ما دفع بأم رامي الى تعلم مهنة النحّالة مــن زوجــهــا أبــو رامـــي الـــذي أدخــل التقنيات الحديثة الى تربية النحل، منذ 37 عاما "كان زوجي يعلمني كل خفايا وتفاصيل العمل" فـ "لكل موسم عسله، وكل مرعى يعطي لونا وطعما مختلفا، عسل الربيع خفيف سلس، الصيفي لونه داكن".
تروي "بدأنا بثلاثة قفران نحل كان ذلك ابــان الحرب الأهلية، ثم ما لبثت أن بدأت تتزايد القفران، وتحولنا الى صناعة متاع النحّال، حتى ارتبطت باسم أبو رامي، كفوف أبو رامي التي صنعها من جلد البقر والــمــاعــز الأصــلــي، وشــرائــح الــفــارو الخاصة بأبو رامي".
ذاع صيت المرأة الخمسينية في أرجــاء المدينة وقــراهــا. نقلت سر المهنة الــذي تلقفته من زوجها الى اولادهــا الثلاثة الذين تعلموا تربية النحل "ابني رامي أدخل مادة تعليم النحل الى منهاج الجامعة الأميركية" كما انه "قــدم مشروعا للدولة يقضي بانشاء محمية نحل ايطالي على مساحة 3 كيلومترات فــي كــل الاتــجــاهــات، اذ أن هناك سلالة من النحل شرسة وتحتاج لتلقيح، وبالتالي يمكننا الأمر من الحصول على انتاج جيد يغنينا من الاستيراد من الخارج، ولكن المشروع لا يزال قيد الأدراج". اما معاناة النحّال فتبدأ من غياب دعم الدولة، وتمر بعدم وجود نقابة تدافع عن حقوق هذه الشريحة من المزارعين وتصل الى فقدان أسواق التصريف، رغم أن" العسل اللبناني لا يضاهيه أي عسل، لغناه بآلاف رحائق الأزهار".
ولمن لا يعرف رحلة العسل لا بد له أن يصغي الى الطريقة السلسة التي تلقنها أم رامــي للسائلين والمتتلمذين على يدها "يجب أن يكون لدى النحّال روزنامة الترحيل من منطقة الى أخرى حسب موسم الزهر حيث الرحلة من نقل النحلة من الجبل الى الساحل، فترة الليل طبعا، حين يكون النحل نائما".
ولا يمكن للمحارب أن "يدخل معركة تربية النحل دون سلاحه المكون من قفير يحتوي على عشرة براويز (150$)، قــنــاع(25$)، كفوف جلد أصلي (’)20$ جزمة(10$)، منفخ، عتلى (لنزع البرواز ").
تشجع ام رامي النسوة للاقتداء بها وامتهان تربية النحل لمساعدة أزواجهن "فهي مصدر دخل مهم اذا عرف المزاع كيفية امتهانها، وطبعا يتوجب على النحّال أن يكون مثقفا ملما بكل خفايا وأسرار النحل والعسل، وأن يملك رغبة وهواية والأهم" رأسمالا.
اما خلاصة التجربة فتكمن في "أني تعرضت للسعات النحل في بداياتي، ولكنني تعلمت منها أن المثابرة تحقق الهدف".


http://www.albaladonline.com/html/story.php?sid=112544
__________________
تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها
عبيد محبوبه غير متواجد حالياً  
 
رد مع اقتباس