قراءة في كتاب<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p>
عسل النحل<o:p></o:p>
غذاء كاف ودواء شافٍ<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
كتاب عسل النحل غذاء كاف ودواء شاف لمؤلفه منتصر الحسناوي صدرت طبعته الثانية والخاصة للنحالين العراقيين وقد احتوت الطبعة على المقدمة التي أشار فيها الى تكريم الله سبحانه وتعالى "النحل" بالوحي وجعل فيما يخرج من بطونها شفاء للناس وهو من طعام أهل الجنة وعرفت سورة بالقران الكريم بأسم (سورة النحل ) "وأوحى ربك الى النحل أن أتخذي من الجبال بيوتاً ومن الشجر ومما يعرشون*ثم كلي من كل الثمرات فأسلكي سبل ربك ذللاً يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس أن في ذلك لآية لقوم يتفكرون".<o:p></o:p>
ومن خصائص النص القراني أنه لايتعارض مع مصداقية العلوم التجريبية بل أنه يدعو للنظر في ملكوت السموات والأرض والتبصر في خلق الله وبدائع صنعه و من العلوم التجريبية الحديثة علم الطب حيث أهتم الإسلام بالطب الوقائي والعلاجي توافقاً مع دعوة القران الكريم أضافة لوجود الكثير من الأحاديث النبوية الداعية للأخذ بالأسباب التداوي والإرشاد والى الوسائل العلاجية لعديد من الامراض . وفي قول رسول الله (ص)" وهل ينفع القران إلا بالعلم " وقد سئل الأمام علي (ع) عن شيء <o:p></o:p>
أوحى الله له ليس من الجن ولا من الأنس فقال (ع) أوحى الله عزوجل للنحل ويبين المؤلف في عديد من الصفحات مما أوحي به الله من آيات في القران الكريم كدلالة وفيها ما يعني الوحي بمفهوم "الإلهام" وقد أشار الكاتب الفرنسي جان لوي داريفول "أن للنحلة الواحدة محترمة ومقدرة مسبقاً ،تخضع لقواعد محدودة تحول دون شيوع الفوضى ،ولها سلوك محكوم كلياً منذ أيام حياتها الأولى تبعاً للقوانين النافذة والمعمول بها في الخلية " وهذا النظام لعمل النحل كل واحده منها تعمل بإرادتها لامركزياً والعمل جماعياً وتتخذ قرار عملها بنفسها دون جدال ومشاحنات وصراعات وكل يعمل مع الجماعة ولايستطيع العيش خارجها لان انفصالها عن الخلية هلاك لامحال .إذا خلية النحل أروع منظومة في الطبيعة لتنظيم الأشياء والطاقة في المكان والزمان وقال أبو الطيب المتنبي:<o:p></o:p>
تريدين لقيان المعالي رخيصة ولابد دون الشهد من أبر النحل<o:p></o:p>
النحل والخمر: تفرض على النحلة التي يقع لسانها على ثمر متخمر نتيجة نضوجها جداً فتلقعه فتصبح سكرى لمدة 48 ساعة وخلال هذه المدة لايسمح لدخولها الخلية من قبل النحلات الحارسة اللاتي يميزنهن من بين النحل فيتم طردهن وأبعادهن وتنهي العقوبات بكسر الأرجل الغرض من ذلك هو لعدم افساد العسل في الخلية .<o:p></o:p>
ثم يتناول المؤلف لغة التفاهم والأعمال الخارجية وهيكلية وتركيب النحل وحاسة شمه ...الخ وأهم إعمالها (التلقيح ،وثم شرح كيفية اتمامه ونتائج بعض تجارب التلقيح،وجمع الرحيق وفيه الطل العسلي والندوة العسلية وكيفية قيام النحل بجمع الرحيق علما أن الرحلة للنحلة الواحدة بين الخلية والأزهار يصل الى (150) دقيقة ويبقى داخل الخلية (4) دقائق فقط.<o:p></o:p>
ثم بعد ذلك جمع حبوب اللقاح وجمع "العكبر" أي صمغ النحل او غراء النحل ثم جمع الماء لأستعماله في تخفيف العسل المقترح كغذاء لليرقات ولأذابة العسل المتبلور وتبريد الطائفة في الصيف وتعديل الرطوبة النسبية داخل الخلية بعدها يصف ملكة النحل ودورها في الخلية (شيء مذهل سبحان الله).عمل النحل يشبه رسولنا الكريم "المؤمن من عباد الله" فيقول عنه "المخلص في عمله" وقوله " مثل المؤمن كمثل النحلة أن صاحبته نفعك وأن شاورته نفعك وأن جالسته نفعك وكل شأنه منافع وكذلك النحلة كل شأنها منافع " كما ويصف التسبيح والتهليل والتحميد لله من الملائكة حول العرش كدوي النحل .فأن للنحل صوت عند العمل والشغل .<o:p></o:p>
وفي هذا الكتاب يعرّج الكاتب الى تاريخ النحّالة /تربية النحل والمراحل بالنسبة لتطور النحل الأولى عرفت عن النحل حتى عام 1500 ق.م وأماكنه والمرحلة الثانية التي تقع مابين 1500-1850م. وشهدت هذه الفترة تطور ملحوظ في تربية النحل في مختلف بقاع العالم.وقد بين المؤلف أيضاً كيفية أنتاج العسل وعن مكونات العسل الطبيعي وبين ذلك في جداول عن فوائده ومكوناته ومعادنه والبروتينات والأحماض والماء ونسب كل واحدة منها في هذا التصنيع والتي تنتج عنه السكريات والفيتامينات والمواد المعدنية وموضحة في جداول كل المعادن ونماذجها ونسبها وكذلك الدهنيات والمضادات الحياتية والمواد التي تمنع أنقسام الخلية .وذكر الكتاب صفات العسل الطبيعي "امتصاص الرطوبة الجوية ،الرائحة،الطعم،الكثافة،الوزن النوعي ،معامل الانكسار،التجانس و قد يكون العسل سائلاً او صلباً ويتوقف ذلك على ما يحتويه من كلوكوز،درجة حرارة الجو، المحتوى المائي للعسل ونوع النحل . وشرح كيفية "تشكر العسل" وكذلك التأثيرات الخارجية على العسل كالخزن والتجميد وأنواع العسل التي عرفها بثمانية أنواع وفيها النادر منه.<o:p></o:p>
كما وأشار لمسألة مهمة في تصنيع العسل الا وهو الغش في العسل وكيف يتم وكيف يعرف من خلال نسبة الدياستيز ومن خلال مادة الهيدروكسيد ومن خلال نشاط الانفرتيز وكذلك حدد الطرق المباشرة للكشف عن العسل وتجنب العسل المستورد. وفي زاوية مهمة تطرق المؤلف الى العلاج بالنحل ،ووصف نحل العسل صيدلية الدنيا الأولى مع نصائح قبل العلاج بالعسل لأختلاف الحالات المرضية ومنها (الجروح والحروق وأهمية العسل للحوامل والأطفال وفي معالجة الجهاز الهظمي والقلب والدم والجهاز التنفسي ..الخ.واستشهد المؤلف بالكثير من الأحاديث التي نصت على أهمية العسل كونه شفاء ومنها أحاديث للرسول محمد (ص) وكذلك للأئمة الأطهار علي وأولاده عليهم السلام وال بيت الرسول الكرام.<o:p></o:p>
الكتاب يقع في 238 صفحة بالحجم الاعتيادي وهو ممتع ونافع لكل القراء وهو قد يعتبر كتاب الأسرة الاجتماعي والطبي في آن واحد. .. أخي عبود هذا ماجاء بالعرض الذي قدم الى صحيفة الحياة حيث كتب لعامة الناس من القراء وليس للأصحاب المهنة لهذا تم أستبعاد الأمور التي لايفهمها القاري غير المهتم بالنحل<o:p></o:p>
مع تحياتي <o:p></o:p>
<o:p></o:p>