نشرت جريدة الفرات بعددها رقم /1572/ الصادر يوم الأثنين 31/5/2010التحقيق التالي:
ندوة حول آفاق تطوير تربية النحل في الرقة
الرقة - إسماعيل الحجي - عائشة مطر
الإثنين31/5/2010
برعاية السيد عبد الرزاق الجاسم أمين فرع الحزب بالرقة ، أقامت نقابة المهندسين الزراعيين في الرقة ندوة علمية حول آفاق تطوير تربية النحل في محافظة الرقة ، شارك فيها عدد من الخبراء والمختصين في مجال تربية النحل.
وتحدث الدكتور علي البراقي ، رئيس جمعية النحالين السوريين ، عن الاحتياطات العامة في حماية النحل ، مؤكداً أن حماية خلايا النحل من الأمراض والمحافظة عليها لوقت طويل أمر صعب لعدة أسباب : أبرزها وجود عدد خلايا كبيرة في وحدة المساحة الرعوية ، إضافة لإهمال المناحل ، والعشوائية في ترحيلها ، واستخدام الشمع المشكوك بمصدره ومستعمرات النحل البري التي تعتبر من أهم مصادر انتقال عدوى الأمراض ، وغير ذلك من العوامل .
وبين المحاضر أن هذه العوامل مجتمعة تشكل مخزوناً هائلاً للأحياء الدقيقة الممرضة والطفيليات التي من المحتمل انتقالها إلى خلايا المناحل ، عبر انحراف النحل وضياعه و وعمليات السرقة بين الخلايا ، والتماس المباشر بمرعى مشترك ، موضحاً أن خيار مربي النحل الأول للحيلولة دون إصابة مناحله بهذه الآفات والعوامل الممرضة هو اختيار سلالة النحل المحلية كونها اكتسبت صفات تلائم بيئة المنطقة .
واستعرض الدكتور البراقي سبل المحافظة على المناحل من خلال المحافظة على خلايا قوية دوماً ، وعدد شغالات كبير وبصحة جيدة وخالية من الأمراض ، وملكات فتية وواضعة للبيوض ، إيلاء الخلايا عناية خاصة ، ومراقبتها باستمرار ، وضبط الأمراض والطفيليات والمفترسات التي تتسبب في إضعاف الخلايا ، واختيار موقع المنحل بحيث يحقق الوقاية من الرياح القوية ، بعيداً عن المسيلات وضفاف الأنهار ، وتوفر الشروط الصحية في تعرض الخلايا للشمس شتاء وحمايتها والوقاية منها صيفاً ، والبعد المناسب عن المعامل التي تنبعث منها المواد السامة أو الغبار أو الروائح الجاذبة للنحل ، كمعامل السكر والمربيات والشوكولا ومصافي النفط ومعامل الدهانات ومصبات المياه العادمة ، وعدم وضع المناحل في أرض قابلة للاشتعال ، وحفظ خلايا النحل والتجهيزات نظيفة في مستودع خاص واتخاذ كافة الاحتياطات الوقائية ضد المفترسات وأعداء النحل المحتملة والمعروفة في المنطقة ، بشكل يحافظ فيه على النظم البيئية السائدة وعدم إجهادها .
وقدم المهندس محمد بسام الركابي ، نائب رئيس جمعية النحالين في سوريا لمحة موجزة عن الإدارة الناجحة لطوائف النحل لتحقيق الزيادة في إنتاج العسل ، لافتاً إلى أنها تعتمد على عوامل كثيرة تبدأ بمربي النحل وضرورة أن يتوفر فيه عاملا العلم والخبرة واعتماده على عمال مهرة عند ترحيل المناحل وقطفها وكشفها ، وأن الحصول على محصول وافر من العسل يتطلب وجود خلية قوية على رأسها ملكة فتية ونشيطة ، وتوفر مرعى جيد غني بحبوب الطلع والرحيق أو منطقة فيها تعاقب مراعٍ ، ، وخلية خالية من الأمراض والافات وخاصة آفة الفاروا ، وأن تكون الخلايا قابلة للتطريد ، وتستخدم فيها حاجز الملكات ، وتوفير مياه السقاية النظيفة وتظليل الخلايا ، واستخدام الشموع الخالية من الغش .
كما أشار المحاضر إلى أهمية إبعاد الخلايا عن المناطق التي تستخدم المبيدات الزراعية ، وعن التيارات الهوائية والطرقات السريعة وأعمدة التوتر ومحطات توليد القدرة ، وأن توضع الخلايا في منطقة خالية من أعشاش النمل والدبور والورور ، وأن ترفع على كراسي ، وأن يتم نقلها إلى المرعى في بداية إزهاره ، مع مراعاة عدم نقل الخلايا الضعيفة منها ، والتقليل من ظاهرة ضياع النحل في المراعي وذلك بتلوين مداخل الخلايا بألوان مختلفة ، واستخدام شمع الأساس في بيت التربية والإطارات الممطوطة بالعاسلة ، وألا نضع أكثر من مئة طائفة في مكان واحد ، وعدم التأخر في إعادة الإطارات المفرزة إلى الخلايا بعد عملية القطف ، والمتابعة المستمرة لطوائف النحل في المرعى ووضع قبان تحت كل خلية لمعرفة تزايد إنتاجيتها باستمرار ، وتعاون مربي النحل مع بعضهم والإخبار الصادق عن حالة المراعي .
وتحدث الدكتور محمد فرج فرجي ، رئيس مخبر أمراض النحل في وزارة الزراعة عن تأثير الصادات الحيوية على مسببات مرض الحضنة ، مبيناً أن الاستخدام العشوائي للأدوية لايعطي نتائج جيدة ، كما أظهرت الدراسة أن الاستخدام المستمر لهذه الصادات وعدم تنويعها أدى لظهور مقاومة لها و مشيراً إلى أن وزارة الزراعة شكلت لجنة فنية مهمتها الكشف على هذا المرض وأجريت الدراسة على 521 عينة موزعة على مستوى القطر ، وكانت النتائج إيجابية لوجود آفة الحضنة على 8% من العينة ، وعند إجراء تجارب حساسية الجراثيم للصادات تبين وجود صادات أعطت فعالية بينما أظهرت الجراثيم مقاومتها لصادات أخرى .
أقيم على هامش الندوة معرض زراعي استمر لثلاثة أيام ، لمنتجات النحل ولوازم النحالين شاركت فيه عدة شركات محلية .