عرض مشاركة واحدة
قديم 24-04-2010   #1
نحال من الكادر الإداري
 
الصورة الرمزية عبيد محبوبه

من مشاركات العضو







 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 3,684
معدل تقييم المستوى: 19 عبيد محبوبه is on a distinguished road
Exclamation فلسطين/غزة: النحل يبحث عن مكان آمن بعيداً عن اعتداءات الاحتلال

غزة: النحل يبحث عن مكان آمن بعيداً عن اعتداءات الاحتلال



يصر جهاد أبو شمالة (45 عاماً) على مواصلة تربية النحل، رغم خسائره المختلفة التي تعرض لها خلال الحرب الأخيرة على غزة والقرار الإسرائيلي بمنع المواطنين من التواجد في المناطق المحاذية للشريط الحدودي، التي تعتبر الأكثر ملاءمة للزراعة وتربية النحل.
أبو شمالة نقل أكثر من 200 خلية للنحل من شرق بيت حانون وبيت لاهيا إلى وسط قطاع غزة، واستأجر أراضي زراعية هناك لضمان عدم تعرض الخلايا لتجريف الآليات العسكرية الإسرائيلية، والقذائف التي ألحقت به سابقاً خسائر فادحة.
وأوضح، بينما كان يجمع العسل في موسمه من الأرض التي استأجرها بالقرب من مخيم البريج وسط القطاع، أنه يتكلف عبء التنقل المستمر من بيته الكائن في بيت لاهيا إلى البريج لرعاية النحل ومتابعة شؤونه، مشيراً إلى أنه يشعر بالانتماء لمهنته وبأن ثمة حكاية حب تربط بينه وبين النحل، رغم أنه يقطف العسل في موسم الربيع لمرة واحدة في العام ولا يعود عليه الناتج بالفائدة التي تكفل له مصاريف بقية العام.
وأضاف إنه يعمل في موسم النحل هو وأشقاؤه الثلاثة في جمع العسل ورعايته طوال العام، ويعيشون من دخل الموسم في ظل البطالة والحال العام في القطاع، منوهاً إلى أنه يجد ما يسلي به وقته ويشعر براحة نفسية وهو يتابع حياة النحل التي تعلمه يومياً المزيد من الدروس والعبر في حياته العملية.
ويمتلك أبو شمالة نحو 450 خلية للنحل موزعة في عدد من مدن القطاع حيث الزراعة والخضرة، وتنتج كل خلية ما بين 7 ـ 8 كيلوغرامات من النحل الصافي، يقوم بتعبئتها وبيعها محلياً.
اعتداءات الاحتلال
وأوضح شقيقه إياد أن الاحتلال الإسرائيلي دمر لعائلته أكثر من 200 خلية خلال الحرب على غزة، وألحق أضراراً فادحة بموسم العسل، مضيفاً إنه يعمل مع أشقائه طوال العام على خدمة النحل والاعتناء به ويتحدون كافة الأخطار المحدقة بهذا العمل.
وقال بينما كان يشرح عملياً مراحل جني العسل إن خلايا النحل التي يملكها تنتشر في شرق غزة ووسط القطاع في مناطق قريبة من الحدود الإسرائيلية وسط أشجار الليمون والبرتقال المعرضة للتجريف كغيرها من الأراضي في أي وقت، لافتاً إلى أنه يجني العسل عادة أواسط شهر نيسان.
وأوضح أن كل خلية تتكون من 15 ـ 20 "بروازاً"، وكانت تنتج سابقاً نحو 12 كيلوغراماً من العسل الصافي، بينما تراجع الإنتاج الآن إلى نحو 8 كغم بسبب نقص الأراضي الزراعية والحصار الذي حال دون تطوير العمل وجلب أنواع أخرى من النحل.
ويباع الكيلو الواحد من العسل للمستهلك بنحو 80 شيكلاً (نحو20 دولارا أميركيا)، ويستخرج من الخلية "حبوب اللقاح، والشمع، والقشطة، وغذاء الملكات".
وارتدى إياد وعمال آخرون لباساً خاصاً أبيض اللون، وغطاء شبكياً للرأس للوقاية من لسعات النحل، وسط آلاف النحلات، وقال إن الخلية تتكون من ملكة يتجمع حولها النحل، تكون مهمتها وضع البيض، وكذلك الخادمات التي تتابع مراحل فقس البيض والعناية باليرقات، مضيفاً إن هناك نحلاً يقوم بجلب الرحيق، وآخر يبني الشمع على أشكال سداسية منتظمة يوضع داخله العسل والبيض وحبوب اللقاح، بينما تقتصر مهمة ذكور النحل على تلقيح الملكة، ثم يمنع مكوثهم داخل الخلية لأنهم قد يقضون على العسل، خاصة أنهم لا ينتجونه".
جني المحصول
ولاحظت "الأيام" خلال جني محصول العسل أن "النحّال" يستخرج من الخلية "براويز شمع" مختلفة الألوان، فمنها الأسود ومنها الأصفر ومنها الأبيض، وعند سؤال جهاد عن سر هذه الألوان أوضح أن البرواز الأسود تمت إضافته إلى خلية النحل منذ العام الماضي، أي أمضى وقتاً طويلاً داخل الخلية، بينما وضعت البراويز ذات اللون الأصفر والأبيض قبل شهرين فقط.
وأشار وهو يحمل أحد هذه البراويز إلى أن بعضها يحتوي على بيض ويرقات ويعاسيب "ذكور النحل" وحبوب لقاح أو ما يطلق عليه النحالون اسم "خبز النحل"، حيث تغمسه النحلة بالعسل وتتغذى عليه.
ويطلق أبو شمالة على البرواز الذي تضع النحلة في شمعه البيض اسم "الحضّانة"، التي تبدأ مراحلها ببيض يفقس ويتحول إلى يرقة بعد عدة أيام، ثم يخرج منه النحل مخترقاً جداراً خاصاً بنته نحلات متخصصات فوق الأشكال السداسية، وتستمر هذه الدورة عدة أسابيع.
وحول إشعال نوع من القماش لإنتاج دخان أبيض يساعد في إخراج النحل من الخلية بيسر أشار أبو شمالة إلى أنه يستخدم الدخان لإخراج براويز الشمع المليئة بالعسل، ووضعها في صناديق خشب أخرى لنقلها بعد ذلك إلى "معصرة العسل" الخاصة التي تعمل بالكهرباء، ومن ثم وضع العسل بشوائبه المختلفة داخل "براميل" معدنية كبيرة لتصفيته قبل تفريغه في أوعية بلاستيكية وغالونات للبيع.
وأوضح أن النحل يعتمد على زهور الربيع في جلب الرحيق، وفي غير فصل الربيع يضطر النحالون لتغذيته بالسكر المذاب في الماء، ليتسنى له البقاء على قيد الحياة، حيث لا يوجد زهور في فصول الشتاء والصيف والخريف، مشيراً إلى أن السكر فقط يعطى للنحل كبديل عن العسل الطبيعي الذي يتم جنيه، حيث أن النحل يجمع الرحيق ويكون العسل ليخزنه لنفسه ويأكله في الشتاء، وعندما يجني النحالون العسل يضطرون لتغذية النحل بالسكر لتعويضه عن العسل الذي يذهب إلى الناس، وهذا يحدث في كافة أنحاء العالم وليس في غزة فقط.
وبيّن أبو شماله أن لون العسل يختلف باختلاف نوع الزهر الذي يستخرج منه الرحيق، فزهور الحمضيات تنتج عسلا أصفر اللون، وزهور الكينيا تنتج عسلا أسود اللون، لافتاً إلى أن هذين النوعين متوفران في غزة، فيما يتغذى النحل في بلاد أخرى مثل مصر وإيران واليمن على زهور البرسيم والسدر، والأعشاب المختلفة كالزعتر والبابونج.
ويؤكد تعدد فوائد العسل وغذاء الملكات وحبوب اللقاح، التي تستخدم لعلاج كثير من الأمراض، كالالتهابات والتقرحات الخارجية والعقم وأمراض الجلد وتنقية البشرة من النمش والحبيبات، فيما يعتبر مضغ شمع العسل علاجا للأسنان والتهابات الجيوب الأنفية ومشاكل المعدة والأمعاء.

http://www.al-ayyam.ps/znews
__________________
تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها
عبيد محبوبه غير متواجد حالياً  
 
رد مع اقتباس