عرض مشاركة واحدة
قديم 02-12-2009   #2
نحال نال الدرجة الفخرية بعدد مشاركاته
 
الصورة الرمزية منتصر الحسناوي

من مشاركات العضو









 
تاريخ التسجيل: Aug 2006
الدولة: العراق/النجف
العمر: 45
المشاركات: 641
معدل تقييم المستوى: 19 منتصر الحسناوي is on a distinguished road
افتراضي رد: العسل من يعرف الفرق


أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ :

هنا تحول الحديث عن النحلِ بقولهِ تعالى (وأوحى ربك إلى النحلِ ) إلى الحديث بقولهِ (أن اتخذي ) ( كلي ) ( فاسلكي ) لكي يظهر فيها الأعجاز اللغوي العلمي إذ جاءَ الضمير مؤنثاً مفرداً لأن وحي الله للنحل جعلهُ غريزة موروثة في كلِ نحلةٍ على حدة لتعرف عملها بمجرد نشأتها .
الطباطبائي : هذا من مضمون الوحي الذي أوحي إليه، والظاهر أن المراد بما يعرشون هو ما يبنون لبيوت العسل. [1]
- إبن كُثير: من الجبال بيوتاً تأوي إليها ومن الشجر ومما يعرشون ثم هي محكمة في غاية الإتقان في تسديسها ورصهـا بحيث لا يكون فيها خلل . [2]
- البنبي : هذا ما ذهب إليه أغلب المفسرون أي المعنى الظاهري البسيط للآية وكل ذلك معروف من قبل نزول القرآن بآلاف السنين مع العلم بأنَ ترتيب مساكن النحـل بالتعبير المذكور يفيد التسلسل المنطقي لنشأة هذه الأماكن من حيث الأسبقية والحجم والأصل حيث أن الجبال هي الأكبر حجماً والأسبق في الوجود , بل أن معظم الغابات توجد فوق الجبال وكل ما يعرش الناس مصنوع أما من الأحجار وطمى الجبال أو من أخشاب الأشجار وليس لهذا الترتيب السكني علاقة بجودةِ العسـل الناتج مِن الأشجار وأن كليهما أفضل من عسلِ النحل الذي يسكن في الخلايا فالعسل الوارد من رحيق الأزهار سواء من النباتات الزاحفة الرهيفة أو الأشجار الباسقة الضخمة وأغلبية النباتات الطبية ذات القيمة العلاجيـة الأعظم صغيرة الحجم تنمو أما في الوديان أو على الجبال .
وهذه الجملة تتضمن إعجازاً لغوياً وعلمياً يتضح من الإجابةِ على الإستفسارين التاليين :
1- لماذا لم يستعمل حرف "في" بدلاً من الحرف "من" عند ذكر بيوت النحـل؟
2- لماذا جاء الكلام عن النحلِ في صيغة المؤنث بينما كان الأمر للنمل مذكراً في سورةِ النمل ؟
إن نزول آية النحل بهذا التركيب الحرفي يدل على معجزةٍ لغوية في هذهِ الجملة , ويدل على إنها جاءت من عِند العليم الخبير, لأن معناها كبير لا يخطر على عقلِ بشر إذ يوجد من نحلِ العسل أربعة أنواع : نوعان يقطنان داخل الجبال الخضراء والأشجار والخلايا ويمكن إسئناسها ونوعان آخران يسكنان في طوائف على أقراص شمعية يلصقانها تحت الصخور البارزة من الجبالِ وتحت أفرع الأشجار ولا يمكن إستئناسهما بل يفضلان الحرية , وحرف "من" هو الذي ينطبق على كِلتا الحالتيـن , فإذا أُستبدل حرف "من" بحرفِ "في" مثلاً التي تفهم من معظمِ التفسيرات العربية وبعض الترجمات للغات أجنبية , فان الجملة في هذهِ الحالة تنطبق مع مسكن نوعين الأولين فقط , وإذا حذف حرف الجر تماماً من هذه الجملة , ففي هذه الحالة قد تعني أن النحل يسكن في مكان من الجبالِ والأشجار والعروش ,كما تفعل جميع المخلوقات الأخرى من الإنسانِ والحيوانات التي تسكن فوق أو تحت أو بداخل الجبال والأشجار وإذا ضاق مسكن النحل فلا يوسعه عن طريقِ الحفر الذي يسبب تلفاً في المكان وبدلاً من ذلك يقرر التطريد .[3]

[1] الميزان في تفسير القرآن / تفسير سورة النحل

[2] تفسير أبن كثير – تفسير سورة النحل.

[3] محمد علي البنبي ,تأملات في أية النحل.

مقتطفات من كتاب / عسل النحل غذاء كافي و دواء شافي
__________________
منتصر الحسناوي
منتصر الحسناوي غير متواجد حالياً  
 
رد مع اقتباس