{ أبحاث عن النحلة الصحراوية بالمغرب }
بقلــم : بــول هــاكــور Paul Haccour
بحث مقدم لجمعية العلوم الطبيعية و الفيزيائية بالمغرب. (1961)
ترجـمـة : المراكشي [ لحسن بنلفقيـه ].
الحلقة : [2]
صار إقليم تافيلالت هو المهد المغربي للنحلة الصحراوية.
و مع مرور الوقت ، سلكت النحلة الصحراوية طريق القوافل، المحادية لسلسلة جبال الأطلس في اتجاه المحيط الأطلسي ، فتسللت عبر الفجاج و الوديان لتصل إلى سهول منطقة " سـوس " ، و تختلط فيها بالسلالات السوداء : التلية و المغربية[1 ]، و هي سلالات جد شرسة.
فنتج عن تزاوج هذه السلالات الثلاث هجين جيـد المقاومة و الخصوبة ، و قليل الشراسة ، و أصبح لون أفراد السلالة الصحراوية من شغالات و ذكور ، لونا أصفر مشوبا بحـمرة ، و الملكات وحدها بقيت تتميز ببطن أصفر فاتح اللون و ظهر أسوده .
خلال مُقامي بالمغرب ، أثار انتباهي أثناء زيارتي لإقليم سـوس ، وجود هذه النحلة الصفراء التي حسبتها النحلة الصحراوية الحقيقية الموصوفة في كتب تربية النحل من طرف ، الأستاذ بالقدس ، Philipe Jean أواخر القرن الماضي و بداية هذا القرن [2]Baldensberger [ ت.1948 ] و كان يدرس وقتها كل السلالات المتاحة لتحديد أحسنها و أقدرها على الإنتاج الصناعي للعسـل .
بعدها قمت بتربية هذه السلالة ، و تمكنت من الحصول على ملكة صحراوية كل جسمها ذي لون أصفر ـ محمر.
عندها ظننت أني أمام طفرة [3] ، إلا أنني تمكنت سنة 1935 [4]، خلال زيارة استكشافية لإقليم تافيلالت و واحات " فيكيـك " من التعرف على السلالة الصحراوية الحقيقية .
أخذت منها معي إلى سيدي يحي الغرب [5] طوائف كنت اقتنيتها أثناء الزيارة ، و قمت بتربيتها " تربية نقية " [6]، و بدأت عملية انتقاء و اختيار للحصول على سلالة ذات خصائص متجانسة .
.Telliennes et Marocaines : (1)
[2] : أواخر القرن التاسع عشر و بداية القرن العشرين.
Mutation =(3)
[4] : حصل بول هاكور في هذه السنة على الوسام العلوي ، من يد ملك المغرب المغفور له سيدي محمد الخامس ، طيب الله ثراه ، و أخلد في الصالحات ذكره.
[5] : قرية بناحية مدينة القنيطرة ، وسط المغرب ، بها ضيعة النحال بول هاكور،و تعرف باسم " المؤسسات النحلية بالمغرب" ، وسط غابة معمورة ، و فيها قضيت جل شهور سنة 1973، حصلت بعدها على شهادة نحال موقعة من طرف : بول هاكور " .
[6] : لن يتأتى هذا إلا باعتماد التلقيح الإصطناعي لملكات السلالة الصحراوية بماء ذكورها