عرض مشاركة واحدة
قديم 16-11-2007   #1
نحال نال الدرجة الفخرية بعدد مشاركاته
 
الصورة الرمزية منتصر الحسناوي

من مشاركات العضو









 
تاريخ التسجيل: Aug 2006
الدولة: العراق/النجف
العمر: 44
المشاركات: 641
معدل تقييم المستوى: 18 منتصر الحسناوي is on a distinguished road
Post واقع تربية النحل في النجف الاشرف 2007

واقع تربية نحل العسل في محافظة النجف الأشرف

محاضرة القيت في كلية الزراعة جامعة الكوفة

من قبل / منتصر صباح الحسناوي

بتاريخ / 15- 11-20007


في بداية هذه المحاضرة أود ان اوضح أهمية تربية النحل فهي مهنة انسانية بما تنتجة من مواد مهمه عرفت منذ القدم حيث لا يقتصر إنتاج النحــل على العســل فقط على الرغم من إنهُ المنتج الأهم و الأكـثر شهـــــرة فهناك الغذاء الملكــــــــي ROYAL JELLY[1] وحبوب اللقاح POLLEN GRAIN [2] وشمع النحل BEEWAX و صمغ النحــل PROPLIS [3] وسم النحل BEEVENOM [4] وكل هذه المواد عظيمة الفائدة للإنســـان غذائياً وعلاجياً فالــــــــــتداوي بمنتجات النحل علم جديد يسمى APITHERAPIA[5] يحتضنه العالم الإنساني ويطوره ويحصل منه على أحسن النتائـج الغذائيــة والعلاجيــة فــي الماضي والحاضر.

و تعتبر تربية النحل من أعمدة الإقتصاد الزراعي فهي تسهم بمنتجاتها في تعزيز اقتصاد البلد

فمثلاً وصل كمية العسل اليمني المصدر للخارج عام 2006م الى 480 طن بقيمة تقدر بمليارين و900مليون ريال مقارنة بـ80 طنا تم تصديره عام 19990م.[6]

فيما يقدر حجم الإنتاج المصري بنحو 400 ألف طن سنوياً تغطى السوق المحلى وتحقق صادرات قيمتها 25مليون دولار سنوياً

أما السعودية فكان انتاجها من العسل 177,477 طن من العسل لسنة 2005 ( تمتلك المملكة اربع محطات لتربية و تطوير النحل )

كما تسهم تربية النحل في امتصاص البطالة و تحويلها إلى أيدي منتجة من خلال عمليات الانتاج بمختلف مراحاها من تربية النحل و التعليب والتوزيع .

التلقيح الخلطي للنباتات (Cross pollination)


أما المهمة الاهم و الفائدة الأكبر لتربية النحل فهي التلقيح التصالبي الخلطــيلأشجار الفاكهة حيث يساهم النحل بنسبة تزيد عن 75% من عمليات التلقيح الخلطي للنباتات محققاً زيادة في الانتاج كماً و نوعاً حسب نوع النبات أو المحصول ومساهماً بشكل فعال في الحفاظ على التنوع الحيوي الزراعي .[7]

فمحصول القطن يزيد إنتاجه بنسبة تصل إلى 30-35% ويحددها بعض المؤلفين بأكثر من 50%.

أما أشجار التفاح فيؤلف النحل 82% من الحشرات التي تزورها لهذه المهمة. علماً أن 17% من أزهارها تبقى غير ملقحة ولن تثمر إذا لم يزرها النحل.

والبصل يزيد النحل من إنتاجها بنسبة 35% إلا أن العسل الناتج يحمل رائحة البصل والتي تزول خلال شهرين من تخزينه وتشميسه.

وبالنسبة للقثائيات "البطيخ بأنواعه" والقرع والكوسا والخيار فإن إنتاجها يتضاعف مرات ومرات "أوصلها بعض المؤلفين إلى 9 مرات" عند وجود خلايا النحل وسط حقوله. ففي إحدى التجارب على مزارع الخيار لم تثمر من أصل 977 زهرة سوى 3 لعدم وجود مناحل قريبة، وعندما وضع النحل أثمرت 784 زهرة من 831 زهرة. وكذلك فإن نتاج حقول اللفت والفجل والملفوف من البذور يتضاعف إذا كانت موجودة ضمن دائرة طيران النحل.

أما البرسيم فإن إنتاجه من البذور يتضاعف 2.5 مرة عند وجود النحل.

بذور عباد الشمس تتضاعف أيضاً كميتها قرب المناحل.

أما حقول القمح والشعير والذرة فأهمية النحل قليلة بالنسبة لها، إذ أن نسبة 95% من إلقاحها إلقاح ذاتي، ويبقى 5% فقط إلقاح تصالبي يمكن للنحل أن يساهم فيه. ونفس الأمر بالنسبة للعنب والشوندر السكري والسلق.

نباتات القهوة الملقحة بواسطة النحل تنتج حبوب بُن أكثر بحوالي 50% من غيرها من النباتات التي لم تتعرض لتلقيح النحل .[8].

فنحل العسل هو الملقح الاساسي لأكثر من 130صنف من المحاصيل في الولايات المتحدة وهو المسؤول عن إضافة اضافة 15 مليار دولار سنويا للدخل قيمة المحاصيل التي يقوم بيلقيحها .[9]

لذا دلت الإحصائيات [10]على أن الدخل الذي يقدمه النحل لمالك الأرض يفوق 7-8 مرات الدخل الذي يستفيده النحال مما ينتجه النحل من عسل وشمع وغذاء ملكي وسواها!!!



يقول

فيلسوف النسبية انشتاين Einstein أنه لولا النحل لما امكن قيام الحياة على هذه الأرض على الأقل بهذا الشكل



تأريخ النحــل في العراق

يعتقد علماء المستحاثات أن النحل وجد على هذه الأرض قبل الإنسان بأكثر من 50 مليوناً من السنين، ويقدم علم الآثار أدلة على أن الإنسان القديم شغف بتصيد أوكار النحل البري وقطف ما فيها من عسل، عارفاً فوائده العظيمة وطعمه اللذيذ

وتاريخياًً كانت معظم الشعوب القديمة تؤمن بالخلود وبأن العسل هو الوسيلة الفضلى للبقاء على قيد الحياة لذلك كانوا يكثرون من جمعه وأكله , ولأن الطقوس الدينية كانت المسيطرة على حياتهم اليومية فقد إستعملوا العسل في كل مهرجاناتهم الدينية باعتبار العسل رمزاً للنقاء والطهارة الروحية

أما في العراق عرفت تربية النحل منذ 5000 سنة ق- م في العهد السومري حيث وجدت كتابات حول النحل على الألواح الطينية التي يزيد عمرها على 4000 سنة ق- م , أقدم اللوحات السومرية مؤرخة منذ تقريبا 3000 عام ق.م ، تحمل وصفات إستعمال العسل لعلاج إلتهابات الجلد أو القرحة [11]

و في أور جنوب العراق وجدت كتابات حول العسل يعود تاريخها إلى 2000 سنة ق-م و استخدم الشعب البابلي العسل لعلاج الأمراض كما ذكر الملك البابلي حمورابي العسل في مسلته المكتوبة على حجر الصوان (وهي موجودة الآن في متحف اللوفر بباريس)





وهناك وثائق تدل على أن الآشوريين تعاملوا بمهارة مع النحل، وعرفوا صوتاً سريّاً سيطروا به على النحل، وتمكنوا من إخراج النحل من الخلايا أو إعادته إليها بتلك الأصوات.[12]


لكن هذه الممارسة كانت تتبع الأساليب البدائية في التربية كالخلايا الطينية وجذوع الأشجار حتى الخمسينات من القرن الماضي حيث استوردت وزارة الزراعة العراقية خلية لانكستروث لأول مرة و دُعمت تربية النحل في العراق من قبل المؤسسات الحكومية بإستيراد النحل من السلالات الايطالية و اليوغسلافيه و تهجينه مع النحل المحلي وإنشاء المناحل حتى وصل عدد الخلايا عام 1980 إلى 500,000 خلية و هذا يمثل أعلى رقم سجل لحد الآن !!

بعد ذلك أخذ النحل بالتدهور بسبب ظروف العراق خاصة خلال الحرب العراقية الإيرانية, وفي عام 1985 ظهر طفيلي الفاروة لأول مرة و أدى إلى هلاك معظم خلايا النحل لعدم توفر الاحتياطات اللازمة ضد هذا الطفيلي , بالإضافة إلى بيع الدولة مناحلها إلى القطاع الخاص , مما أدى إلى وصول عدد خلايا النحل إلى أدنى مستوياتها حيث سجلت 3000 خلية في سنة 1991 ( سنة حرب الخليج)!!

و بعد الحرب ولعدم رعاية المؤسسات الحكومية للنحالين أسست جمعية النحالين العراقيين بشكل مستقل بعد تجمع واتفاق عدد من كبار النحالين العراقيين من مختلف أنحاء القطر في حزيران 1991وبدأ العمل بعدد قليل لا يتجاوز الخمسين نحالاً أخذوا على عاتقهم تطوير النحل و ارشاد النحالين في عموم العراق حيث انتعشت تربية النحل إلى حد كبير رغم وجود الحصار الاقتصادي الذي كان مفروض على العراق حينها حتى عام 1995 حيث ظهرت حالة النحل الزاحف التي لم يعرف مسببها المباشر , و بعد الاتصال بمنظمة ال FAO التابعة للأمم المتحدة و باهتمام أرسلت د- نيقولا برادبير لدراسة هذه الحالة , وبعد سنة 1997 استلم العراق عدة أنواع من المبيدات و الأدوية التي تدخل العراق لأول مرة مما أدى إلى ازدهار النحل حتى 2003 الاحتلال الأمريكي للعراق حيث بدأ النحل بتراجع مخيف في العراق عموماً

و في محافظة النجف الأشرف بشكل خاص مردّها إلى تدهور طوائف النحل و كثرة الهلاكات فيها بنسبة تصل إلى 75%


ولهذاالتدهور عدة اسباب :



أولاً : التلوث البيئي

بسبب الحرب على العراق و كثرة تلوث الهواء من غازات المركبات و غيرها, فالنحلة حشرة حساسة جداً للثلوث الجوي و جسمها المحاط بالشعيرات الدقيقة قادر على التقاط المواد الخفيفة المحمولة في الهواء عندما تجني النحلات اللقاح من الزهور،حيث تحمل معها مختلف أنواع الملوثات الموجودة في النباتات وفي الجو كالرصاص، والنحاس، والألومنيوم، والنيكل وتجلبها إلى الخلية .



ثانياً : قطع الأشجار



المنتجة للرحيق مثل اليوكالبتوز والسدر من قبل المواطنين خاصة بعد الحرب للتعويض عن نقص المحروقات فأزيلت الكثير من الغابات و الاحزمة الخضراء قطعاً أو بسبب العطش و الاهمال وأدى ذلك ضيق مراعي النحل في المحافظة خاصة إن كبار نحالي المحافظة قد إنحسر عملهم في المحافظة بسبب الوضع الأمني بعدما كانوا يتنقلون بالنحل إلى المحافظات الوسطى (الصويرة –جبلة – ديالى – اليوسفية وغيرها) والشمالية من القطر(ربيعة في فصل الصيف) لغرض تقوية النحل وإنتاج العسل بأنواع مختلفة كماً و نوعاً وهذا أدى إلى زيادة في نحل داخل المحافظة مع كمية محدودة من الغذاء و الحل يكمن في منع القطع العشوائي للأشجار المنتجة للرحيق من قبل المواطنين و فرض غرامة مالية كبيرة على المخالفين أسوة بالقوانين المتبعة في إقليم كردستان للمحافظة على هذه الثروة الطبيعية واعتبارها محميات طبيعية اضافة الى زرع الاشجار الرحيقية و التشجيع على زراعتها كأسيجة و على جوانب الطرق و غيرها .





ثالثاً -: الصيف الحار جداً



ففي فصل الصيف الفائت، وخصوصاً في شهرأب المنصرم حيث و صلت درجة الحرارة الى 50 م عملت على شلّ قدرة النحل وعدم تكاثرها (الحضنة والفروخ) قبل موسم الخريف ( موسم السدر ) ، حيث وصل الإنتاج إلى الصفر عند كثيرين من النحّالين، بعدما كان يفوق إنتاج بعض القفران العشرين كيلوغراماً من العسل الصافي ساهما في تلف موسم الزهر قبل أوانه لذا يجب توفر بدائل التغذية من خبز نحل و محاليل سكرية و مصادر المياة قريبة من الخلايا و توفير الضل لحمايتها من أشعة الشمس .



__________________
منتصر الحسناوي
منتصر الحسناوي غير متواجد حالياً  
 
رد مع اقتباس