عرض مشاركة واحدة
قديم 01-06-2009   #1
نحال من الكادر الإداري
 
الصورة الرمزية عبيد محبوبه

من مشاركات العضو







 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 3,684
معدل تقييم المستوى: 19 عبيد محبوبه is on a distinguished road
Exclamation الهواتف النقالة وموت النحل

استراحة المدى: الهواتف النقالة وموت النحل

ترجمة: فاروق السعد


تتعرض مستعمرات النحل منذ سنوات الى الانقراض في اوربا وأمريكا. وقام العلماء بدراسة المسببات المشتبه بها المعتادة - التغير المناخي، الهندسة الوراثية- ولكن هنالك نظرية جديدة اكثر إثارة للحيرة. ربما ان الهواتف النقالة هي السبب. فقد كان الصحفيون والتقنيون يتساءلون منذ سنوات ان كان هنالك شيء ما خطأ في الهواتف النقالة. فهنالك شك مزعج حول كونها غير صحية وهو ما أدى الى تحريف اكثر من دراسة حول تأثيراتها في الأساطير الشعبية. ففي كانون الثاني الماضي، على سبيل المثال، استشهدت احدى الصحف الألمانية بدراسة جديدة في مقالة مستعجلة حول مخاطر عالية مفترضة للإصابة بأورام الدماغ بسبب استعمال الهاتف النقال- وهو الامر الذي لم تتوصل إليه ابدا الدراسة المعنية.
والآن ذكرت الاندبيندنت البريطانية –الى حد الفضيحة- حول إشعاعات الهواتف النقالة و تأثيراتها على النحل." هنالك دراسة محدودة.... وجدت بان النحل رفض العودة الى خلاياه عندما وضعت هواتف نقالة بالقرب منها" كما كتبت الاندبيندنت يوم السبت، موحية بان الهواتف النقالة كانت لهذا السبب هي المسئولة- جزئيا كحد ادنى- عن الموت الجماعي للنحل. لا احد يشك بهذه الظاهرة: فالنحل يموت حقا بشكل جماعي. فقد انهارت تجمعاتها بنسبة 70% خلال الاشهر المنصرمة على الساحل الامريكي الشرقي. وحتى ان مربي النحل و العلماء يمتلكون الان اسما لهذه الظاهرة-" فوضى انهيار المستعمرة". ويقدر اتحاد مربي النحل الالمان هذا الانهيار في كافة انحاء المانيا بما يقارب 25%. ولكن ما سبب حدوث ذلك؟ ان نظرية الاندبيندنت المستندة الى الهواتف النقالة قد اعتمدت على وثيقة أصدرها باحثون ألمان في جامعة كوبلنتس-لانداو. قام عالم الفيزياء يوخين كوهن وزملائه في لانداو بدراسة تأثير الإشعاعات عالية التردد على تجمعات النحل لسنوات. وفي دراستين رائدتين- آخرها ظهرت في 2006- اراد الباحثون فقط معرفة ان كان هنالك أي تأثير سيء محتمل. و توصلوا الى استنتاج حذر، وبالتحديد هو ان النحل المعرض الى إشعاعات قوية كان يعاني من صعوبات في العودة الى خلاياه اشد من ذلك الذي لم يتعرض للإشعاعات. "بينت منطقة قرص العسل ميلا سلبيا تجاه النحل المعرض للإشعاعات" كما قال كوهن في مقابلة مع شبيغل اونلاين" بدون أرقام إحصائية ذات معنى." إشعاعات عالية التردد؟ ان الموجات الالكترومغناطيسية المنبعثة من أبراج الهواتف النقالة هي عبارة عن إشعاعات عالية التردد. و لكن ذلك بمفرده لا يمكن ان يفسر حالات موت النحل، لان فريق كوهن استخدم محطة أرضية للهواتف DECT كمصدر للإشعاع- وان اشارات DECT (الاتصالات اللاسلكية المعززة رقميا) تستخدم للهواتف اللاسلكية في البيوت، وليس للهواتف النقالة. " تستخدم DECT و GSM (للهواتف النقالة) عدد من الترددات المختلفة و عدد من الطبقات- و النبضات" كما يقول كوهن." نحن لا زلنا لا نعرض ان كانت تلك "الإشارات) لديها حتى تأثير كامن على النحل. وان كان هنالك بالفعل من تأثيرات فإننا لا نعلم أي منها.اما بروتوكولات الإشارات الاخرى مثل GSM و UMTS فلازالت بحاجة الى دراسة. كانت DECT سهلة الاستخدام في الدراسات الرائدة لان محطة الإرسال في متناول اليد و غير مكلفة. " لم تكن نيتنا تنصب على تفسير الموت الجماعي للنحل، الذي بدا في جميع الأحوال بعد ان شرعنا بالدراسة. " كما يقول كوهن. قامت الدراسات الرائدة في النظر بالمسالة الاساسية فيما ان كانت الحقول عالية الذبذبة يمكن ان تترك تأثيرات على سلوك النحل التعليمي. وحتى ان طبيعة التجربة ينبغي لا يشجع على اتخاذ استنتاجات عجولة: فقد كانت قاعدة محطة DECT قد وضعت في خلية النحل، فتسلمت الحشرات جرعات متطرفة من الإشعاعات من المستحيل تقريبا العثور عليها في الطبيعة." شرعنا بأقصى قوة لمعرفة ان كان هنالك تأثير في الاساس" كما يقول كوهن. وان الجدل الدائر حول موت النحل في كلا الجانبين من الأطلسي كان يركز على عدد من المسائل المشتبه بها: فقد ناقشت "مجموعة عمل فوضى انهيار المستعمرة" شيء ما يسمى " ايدز صناعة النحل." و لكن ليس من الواضح للجميع ان كانت الحشرات المشغولة تعاني من عدوى جنسية جديدة غير معروفة او معروفة. فالبكتريا القادمة من المحاصيل المعدلة وراثيا يمكن ان تصيب الأسطح المعوية للنحل و تجعلها سهلة المهاجمة، طبال الى هانس هنريش كاتس من جامعة هالة. وقال مانفريد هديرر، وهو رئيس اتحاد مربي النحل الالمان بانه يعتقد بان النحل كان يموت بسبب " نوع معين من السموم، عامل معين فعال، و الذي لم نكتشفه بعد." كما ان التغير المناخي على القائمة ايضا. فارتفاع درجات حرارة الارض قد غير من فترات نمو و تبرعم ازدهار الاشجار في العديد من الأجزاء في العالم، و الذي بدوره يمكن ان يؤثر على الحيوانات. والآن ينبغي ان تضاف " إشعاعات الهواتف النقالة" الى القائمة، او – " الانبعاثات الصادرة من أبراج الهواتف النقالة".
آخر نظرية: التربية المكثفة
يشعر يركن تاوتس، وهو باحث في النحل بجامعة فيرتسبورغ، بالشك في نظرية الهواتف النقالة و لكنه لا زال يعتبرها "تستحق البحث". فهو يقول " من غير المعروف ان كان نحل العسل يرد بحساسية مفرطة على التغيرات في الحقل المغناطيسي الأرضي". و يخطط تاوتس في ترك مجموعة العمل التي قام بتشكيلها تجري دراسة مسالة احتمال وجود تداخل مكدر بين الشبكات الراديوية وأقراص العسل. ولكن النحل يتعرض الى الخطر، كما يرى تاوتس. لقد قل ضاق نطاق طعامها؛ و في نفس الوقت ارتفعت درجة حرارة الجو وأصبحت الأطعمة المعدلة وراثيا جزء من بيئتها اليومية. وان إشعاعات الهواتف النقالة يمكن ان تكون واحدة من الكثير من العوامل الجديدة المجهدة التي يتوجب على النحل ان تصارع معها، كما يقول. " ولكني واثق من ان اشارات الهواتف النقالة ليس لديها تأثير على تجمعات النحل السليمة غير المتكدرة. ولكن المسالة لا زالت مثار جدل ان كان النحل سليما وغير متكدر. لقد حذر مربو النحل المحترفون منذ سنوات من المشاكل المتنامية في مستعمراتهم. كان مرض Varroa، من آسيا، الذي يحمل الاسم اللاتيني المثبط للهمم varroa destructor، قد هدد تجمعات النحل الاوربي لمدة 20 عاماً. فبسبب قيام الفلاحين برش الأزهار البرية على اعتبارها أعشاب و يفضلون الزراعة الأحادية- زراعة نفس المحاصيل سنة بعد اخرى على بقعة معينة من الارض- فان مجال تغذية النحل قد انكمش. كما يدرج مربو النحل مسالة إدخال ما يسمى الهندسة الوراثية الخضراء باعتبارها مشكلة محتملة. و لكن المساحة الفعلية لتلك التجارب المفتوحة على الهواء في ألمانيا تمثل اقل من 0.1 % من المساحة الكلية المحروثة في البلاد. وهنالك تفسيراً آخر- واحدا ليس معربا بين النحالة- قد يكون اكثر أهمية. يعتقد تاوتس بان مسألة تربية النحل المكثفة ذاتها هي من المشاكل الرئيسة. فتربية مستعمرات مكثفة للنحل تؤدي الى تضييق البركة الجينية للسكان، وان الاختلاف الجيني المنخفض يضعف أي نوع. ففي تركيا، حيث لم يربى النحل بشكل مكثف كما هو الحال في ألمانيا، على سبيل المثال، لا يمكن تصور الموت الجماعي للنحل كالذي يحدث الان في أوربا و الولايات المتحدة.
عن دير شبيغل


__________________
تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها
عبيد محبوبه غير متواجد حالياً  
 
رد مع اقتباس