بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p>
<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
{ الزقوم } و { الشـنـدقـورة } <o:p></o:p>
<o:p></o:p>
تقديم :<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
تبين لي بعد سنوات عديدة من الدراسة لأسماء النبات الطبي عند العرب ، أن تحديد ماهية النبات و شخصه عامة ، و النبات الطبي خاصة ، باعتماد الأسماء المتداولة و الشائعة و حتى بعض الأسماء العلمية و مرادفاتها لهو تخصص من أصعب التخصصات .<o:p></o:p>
و تكمن هذه الصعوبة في كثرة الأسباب التي قد تؤدي إلى وقوع الإلتباس ، فيؤخذ نبات مكان نبات آخر مخالف تماما لخصائصه الطبية ، و هنا يقع ما لا يحمد عقباه ، فتتهم النباتات الطبية بما ليس فيها ... و غالبا ما يجهل السبب الحقيقي للإلتباس لعدم القدرة على تحديده ، بل و حتى التفكير في وجوده.<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
و قد اهتم الأطباء العرب في كل الأزمان و العصور بتحقيق أسماء النبات الطبي و إصلاح ما وقع في تحديد ماهيته و أشخاصه من أخطاء ... و الموضوع ما يزال بكرا و في حاجة إلى بحث دقيق من طرف مختصين .<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
و الحقيقة أن سؤال الأخ { تركي } عن { هل الجعدة الزقوم ؟} الوارد ذكره في القرآن الكريم ، بعد قراءته للمشاركات الخاصة بجنس { الشندقورة } و هي من الشفويات ...
ثم ما جاء في جواب الأستاذ { ورقة } عن سؤال الأخ { تركي } ، و ذكره لأسم Marrubium و هو من الشفويات ، بين مرادفات { الزقوم } ، دفعني إلى فتح هذه النافذة بالمناسبة .
<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
1 ـ مفهــوم { الزقــوم } :
<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
أ ـ { الزقوم } في الآخرة :
<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
و رد ذكر إسم { الزقوم } ثلاث مرات في القرآن الكريم [1]
<o:p></o:p>
و للمفسرين في تحديد ماهية { الزقوم } كلام كثير ، في حاجة إلى غربلة و تحقيق .<o:p></o:p>
و القول الحق هو ما قال فيه رب العزة ، و هو وحده العالم بمراده.
<o:p></o:p>
و مما جاء عن { الزقوم } في كتاب الله ، قوله جل من قائل :<o:p></o:p>
{ إن شجرة الزقوم . طعام الأثيم . كالمهل تغلي في البطون . كغلي الحميم. } ـ الآيات 43،44، 45 و 46] من سورة الدخان.
<o:p></o:p>
و في هذه الآيات ألفاظ قرآنية لا بد من فهم المعنى الصحيح لكل لفظة لفظة لفهم معنى الآيات .<o:p></o:p>
و بما أن الأقوال قد كثرت و تنوعت عند المفسرين في ماهية { الزقوم } فإن الآية 45 بسورة الدخان ، و هي قوله تعالى { كالمهل تغلي في البطون } أفهم منها ـ و الله أعلم ـ أن فيها تشبيها لـ{ الزقوم } بــ{ المهل } ، و فيها إشارة إلى ما تحدثه شجرة { الزقوم } في بطن آكلها في جهنم .<o:p></o:p>
أما { المُهْـل } في لسان العرب فهو: " ما ذاب من صفر أو حديد ، و هكذا فسر في التنزيل ".<o:p></o:p>
و منه ما جاء في المعجم العربي لاروس :<o:p></o:p>
{ المهل } : " هو ما ذاب من المعادن ، كالفضة و غيرها ".
<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
و معناه أن أكل المعدن المذاب لن يترك شيئا على حاله في بطن آكله ، و كذلك الزقوم " يغلي في البطون كغلي الحميم " ... و " الحميم " في لسان العرب هو : " الماء الحار " .
<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
و يفهم من هذا ـ و الله أعلم ـ أن { الزقوم } إذا أُكـل ، جعل ما يوجد في البطن في حالة غليان ، لا يبقى له استقرار و لا يشعر آكله براحة ... هذا في جهنم أعاذنا الله و إياكم منها ... و هذا ما جعل بعض المفسرين يقولون بأن { شجرة الزقوم } خاصة بالجحيم في الآخرة .
<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
ب ـ { الزقوم } في الدنيا :
<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
يُطلـَق إسمُ { الزقوم } في كتب الطب و النبات في التراث العربي على نباتات مختلفة ، تنتمي لأجناس و فصائل متنوعة كما جاء في بحث الأستاذ { ورقة } .
<o:p></o:p>
إلا أن أن المهتم بتحقيق أسماء النبات الطبي خاصة ، يجد وراء هذا الإختلاف خيطا رفيعا هو أداة الوصل بين هذه المختلفات . و تلكم الصلة هي الخاصية الطبية الشبيهة بخاصية { زقوم الآخرة } و الموجودة في بعض أنواع نبات الدنيا ، و تلكم الخاصية ، هي غليان بعض النباتات في بطن آكلها كغلي الحميم . و هذه الخاصية هي المعروفة عندنا بالإسهال الحاد drastique ...التي يتعرض إليه آكل بعض الأنواع النباتية ... و التي يطلق على بعضها إسم { الزقوم } في هذه الحياة الدنيا .
<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
و للحديث بقية ـ إن شاء الله ـ <o:p></o:p>
<o:p></o:p>
ـــــــــــــ<o:p></o:p>
[1] : الآية 62 بسورة الصافات ، و الآية 43 بسورة الدخان ، و الآية 52 بسورة الواقعة.<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
<o:p></o:p>