بسمالله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله
النحل و الإقتصـاد
بقلم الأستـاذ : جــاك لــوميــر Jacques LEMAIRE
ترجمة [ المراكشي ] :لحسن بنلفقيه
ـــــــــــ تقديم للمتـرجــم :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سيلاحظ القارىء العربي الكريم ، أن هذه الدراسة تخص الإقتصادالبلجيكي و نسبة تدخل النحل فيه.
إلا أن في تقديمهاللقارىء العربي ، تقديم طريقة علمية و عملية قابلة للتطبيق على اقتصاد كل بلد بلد ،و منها بلداننا العربية لتقييم دور النحل في اقتصادنا الفلاحي و الصناعي الفلاحي ،و معرفة نسبة هذا التدخل حتى ندرك أهمية تربية النحل في النهوض بالإقتصاد الوطني ،و ندرك قيمة الإعتناء بتربية هذه الحشرة التي هي بحق جند من جنود الله في خدمةعباده.
فباستيعاب مكونات هذه الطريقة من معطيات صحيحة و ضبطها ، يمكن للمهتمين تحديد نسبة ما تدره النحلة منعملة محلية و صعبة في كل بلد من بلداننا العربية .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[الحلقة الثانية ]:
تنتمي الحشرات الزائرة لأشجار فواكهنا لتجمع منها حبوب اللقاح و الرحيق ، إلى مجموعات كثيرة[1]. و يختلف عدد هذه الجوارس butineuses من مكان إلى مكان تبعا لما تمنحه كل منطقة من ظروف الحياة لأنواعها البرية من الحشرات . و تم اتفاق كل الباحثين على أن للنحل الدور الأساسي و المرتبة الأولى في تلقيح الأزهار.
يتضح من الأرقام التالية التي تقدم نسب جميع الجوارس الزائرة لأشجار الفواكه ، و التي تم الإعتماد فيها على ثلاث منظومات من المراقبة الدقيقة . منها المنجزة في ألمانيا بالنسبة للرقمين الأوليْـن ، و منها المنجزة في أنجلترا بالنسبة للرقم الثالث على التوالي:>>
النسب : .................................................. في الــمــانــيــا .......و.... في أنجلترا....
نسبة تلقيح الأزهار من طرف نحل العسل : ...... 73 ..... 88 .......و....... 76 .... في المائة
نسبة التلقيح من طرف النحل الإنفرادي و الطنان... 21 ... 5،5 .....و....... 10 .... في المائة
نسبة التلقيح من طرف الحشرات الأخرى [1] ...... 6 ..... 6،5 .... و ..... 14 .. في المائة
يرجع تفوق نحلة العسل إلى كونها ـ بالنسبة لظروفنا ـ الحشرة الوحيدة التي تظهر إبان إزهرار الفواكه.
و تبرز قدرتها الفائقة على التلقيح بجلاء ، من خلال العملية الحسابية البسيطة التالية :
·ـ في أبريل ـ مايو[2] ، يحتوي كل بيت نحل على حوالي 40000[ أربعين ألف] نحلة شغالة ، يخرج الربع منها ـ أي حوالي عشرة آلاف ـ نحلة لجمع الرحيق.
·ـ من المسلم به ، أن كل نحلة تزور في الدقيقة الواحدة معدل 10 [عشرة ] أزهار ، و هو رقم غير مبالغ فيه. و تقوم كل نحلة بـ 40 [ أربعين ] زيارة في اليوم ، و تستغرق كل زيارة مدة عشر دقائق.
·ـ تزور كل نحلة إذن 4000 [أربعة آلاف ] زهرة في اليوم .
·ـ و هذا يعني ما مجموعه بالنسبة لكل النحل السارح من بيت واحد : زيارة و تلقيح 40000000[ أربعين مليون ] زهرة في اليوم الواحد.
·ـ و لننظر الآن إلى هذه الهدية [3] التي تقدمها النحلة لأصحاب الأشجار :
يتنج الشجار البلجيكي سنويا حوالي 350000 طن من الفواكه المتنوعة. و تقدر قيمة الكيلو الواحد من 10 إلى 20 فرنكات. و هذا يعطينا قيمة إجمالية من 3،5 إلى 7 مليلرات من الفرنكات البلجيكية . و باعتبار أن النحل هو المسؤول على تلقيح ما بين 70 إلى 80 في المائة من الأزهار التي أعطت هذه الثمار ، فإن قيمة ما لقحه النحل يمثل ما بين 2،5 إلى 5 مليارات أي ما يعادل قيمة 4 طائرات .
·ـ هذا ، و لم أتحدث هنا سوى عن أشجار الفواكه ، و لم أذكر سوى مثال واحد ، و لكن هناك أعداد متعددة من النباتات الصناعية و غيرها التي تجري عليها نفس العمليات و نفس القياس .
ــــــــــ
الهوامش للمترجم :
[1] : من الحشرات التي تزور الأزهار ، نذكر على سبيل لا الحصر : نحل العسل ، النحل الإنعزالي ـ أو الإنفرادي ـ abeilles solitaires، و الزنابير أو الدبابير guêpes، و النحل الطنان bourdons ، و الفراشات papillons ، و حشرات أخرى مختلفة و متنوعة.
[2] : أبريل ـ مايو هو وقت إزهرار أشجار الفواكه في بلجيكا و البلاد الأوروبية الباردة عامة ، أما بالنسبة للمغرب ، و هو البلد المعتدل مناخيا ، فإن ازهرار أشجار الفواكه يبدأ في شهريْ فبراير و مارس [ اللوز و المشمش و الخوخ و البرقوق و الحوامض... الخ] ، و ها نحن الآن في منتصف مايو ، و كل فواكه تلكم الأشجار معروضة في أسواقنا و الحمد لله.
و هذا يعني ضرورة العناية بطوائف النحل طيلة فصل الشتاء ، ليكثر عدد أفرادها إبان الإزهار المبكر ، و هذا ما يفسر ضرورة التغذية الشتوية لخلايا النحل من طرف النحالين المحترفين ، طيلة فصل الشتاء.
[3] : الفعل الثلاثي { نَـحَـلَ } معناه : أعطى ، وهب ، منح . و النحل نفسه هو هبة و منحة و عطية من الله لكافة خلقه .